السبت, 9 أغسطس 2025 09:26 PM

شيخ عقل السويداء، حمود الحناوي، يعلن: 'لا عهد ولا ميثاق' مع دمشق في تحول مفاجئ لموقفه

شيخ عقل السويداء، حمود الحناوي، يعلن: 'لا عهد ولا ميثاق' مع دمشق في تحول مفاجئ لموقفه

أعلن شيخ العقل في الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، حمود الحناوي، يوم السبت الموافق 9 آب، أنه "لا عهد ولا ميثاق" يربط السويداء بالحكومة في دمشق، في تغيير ملحوظ لموقفه السابق تجاه الحكومة السورية.

وفي بيان مسجل مصور، أوضح الحناوي أن "السلطة ابتليت بكونها لا تفي بعهودها، فقد باعت الوطن وطعنت أهله قبل حدوده، وكانت سيفًا مسلطًا على رقاب الأبرياء بأفكار متطرفة تستبيح الدماء".

وطالب الحناوي الدول والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها والضغط الفوري لرفع الحصار عن السويداء وفتح الممرات الإنسانية دون شروط أو قيود. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحقيق في الجرائم التي ارتُكبت في السويداء ومحاسبة جميع المتورطين فيها.

ووصف الحناوي الأحداث التي شهدتها السويداء بأنها "قضية وجود ومصير لكل أبناء السويداء"، مؤكدًا أن "المعركة اليوم لم تعد مجرد بند في جدول السياسة أو ورقة للمساومة، بل أصبحت قضية وجود ومصير لأبناء جبل العرب".

وحذر من "الفتنة والحرب الإعلامية" وخطورة الشائعات، مشيرًا إلى عدم وجود أي تفاوض أو اتفاق حالي مع الحكومة السورية.

كما رفض الحناوي ما وصفه بـ "التطاول على رموز الطائفة الدرزية الدينية ومقدساتها"، معربًا عن استغرابه من "الصمت العربي والتعتيم الإعلامي وطمس الحقائق".

يُذكر أن السويداء تضم ثلاثة مشايخ رئيسيين للطائفة الدرزية، هم حكمت الهجري ويوسف جربوع وحمود الحناوي. ويعتبر الهجري الأكثر صراحة في معارضته للحكومة السورية خلال الأحداث الأخيرة في السويداء، بينما التزم الحناوي الصمت حيال هذه الأحداث.

وخلال أحداث جرمانا وصحنايا، وعلى عكس موقف حكمت الهجري الحاد تجاه دمشق، سارع الشيخان جربوع والحناوي إلى دمشق، ولعبا دورًا في التهدئة والتوصل إلى اتفاق بوساطة وتفاهم مع قيادة منطقة داريا بريف دمشق، وذلك إلى جانب قائد قوات "شيخ الكرامة" الشيخ ليث البلعوس.

ورفض الشيخ حمود الحناوي حينها أي تدخل خارجي في الشؤون السورية، مؤكدًا أن الدروز جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، ولم يكونوا يومًا أداة في يد أي جهة خارجية. وأضاف خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "الإخبارية السورية" الرسمية أن "الانتماء للوطن شرف وكرامة لا يمكن المساومة عليه"، داعيًا إلى تعزيز الوحدة بين جميع أبناء سوريا، بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو العرقية.

وأعرب عن قلقه من الأحداث التي شهدتها سوريا مؤخرًا، خاصة في الساحل السوري، معتبرًا أنها تسيء إلى الجميع وتؤثر سلبًا على الثقة بين السوريين. وأبدى الشيخ الحناوي حينها دعمه لأي اتفاق يسهم في توحيد الصف السوري.

وشهدت السويداء أحداثًا دامية في منتصف تموز، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصًا، بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". من بين هؤلاء الضحايا تم توثيق 26 طفلًا و47 سيدة، إضافة إلى 6 من الكوادر الطبية (بينهم 3 سيدات)، و3 من الكوادر الإعلامية. كما أسفرت أعمال العنف عن إصابة ما لا يقل عن 986 شخصًا بجراح متفاوتة الخطورة من مختلف الأطراف. وانخرط في هذه العمليات فصائل محلية في السويداء، في مواجهة مع مجموعات من البدو ومقاتلين من العشائر، وقوات حكومية.

مشاركة المقال: