أخبار سوريا والعالم/ أثار دخول سيارة إلى داخل حرم الجامع الأموي في دمشق جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المعلقين عن استغرابهم واستنكارهم للحادثة، متسائلين عن كيفية السماح بمرور السيارة إلى ساحة أحد أقدس المعالم الدينية في البلاد، وعن دور الحراسة والأمن في منع ذلك.
ويظهر في فيديو متداول شخص وهو يقود سيارته رفقة عائلته داخل حرم المسجد الأموي، الأمر الذي اعتبره كثر انتهاكاً للأماكن المقدسة.
وتساءل “عبد الملك عبود” عضو الائتلاف الوطني السوري سابقاً، عن عناصر الأمن وكيف سمحوا له بالدخول، معتبراً أن ما جرى يحمل إهانة للأماكن الدينية وللمكانة التاريخية للمسجد.
“غير مقبول إطلاقاً”، هكذا عبرت الصحفية “هبة عبد القادر الكل”، وأضافت: «من سمح له الدخول بسيارته إلى الجامع؟ أين الحراس؟ أين الأمن؟».
وطرحت “هبة” فكرة أن أي سيدة حين تريد الدخول إلى الجامع من المدخل غير المخصص للنساء، يتم التصرف بفظاظة معها وإخبارها أن “مدخل النساء من ورا”، بخلاف هذا الشخص الذي دخل بسيارته مع زوجته.
وتم تداول الفيديو على نطاق واسع، خصوصاً أنه يظهر الشخص وهو يوثق دخوله بالصوت والصورة ثم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي اعتبر استباحة للأماكن المقدسة بدون حسيب أو رقيب.
وبعد الجدل الكبير وردود الفعل الغاضبة في مواقع التواصل، أصدرت إدارة الجامع الأموي في دمشق بياناً، أوضحت فيه أن دخول السيارات إلى ساحة الجامع يتم حصراً عند الضرورة ولأغراض العمل فقط وذلك بعد أخذ موافقة مسبقة.
وأضافت أنه «مؤخراً تم التبرع بعشرين ألف نسخة من المصحف الشريف لتوزيعها على عموم الناس، وتواصل أحد الإخوة طالباً عدداً من النسخ، وكان بحاجة إلى سيارة لنقلها»، مشيرة أن إدارة الجامع سمحت له بالدخول بسيارته لتحميل النسخ والخروج مباشرة لقلة عدد العمال في ذلك الوقت.
وأعربت إدارة الجامع الأموي عن “تفاجئها” «بقيامه بتصوير مقطع فيديو بطريقة استفزازية ونشره على وسائل التواصل، الأمر الذي لا يعكس حقيقة الموقف ولا يليق بمقام بيوت الله»، مؤكدة على الالتزام بخدمة بيوت الله وروادها، داعية الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانجرار وراء ما يسيء أو يثير البلبلة.
وفي كانون الثاني الفائت، شهد المسجد الأموي حادثة تدافع وازدحام أسفرت عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 16 آخرين بينهم أطفال، وذلك في حصيلة نهائية أعلنتها الجهات الرسمية حينها، ووقعت الحادثة أثناء محاولة المئات المشاركة في وليمة دعا إليها اليوتيوبر السوري “أبو عمر”، صاحب مطعم “البيت الدمشقي” الشهير في إسطنبول التركية.
ويُعدّ الجامع الأموي واحداً من أعرق المعالم الدينية والتاريخية في العالم الإسلامي، ورمزاً روحياً وثقافياً لمدينة دمشق عبر القرون، ما يجعل أي انتهاك لحرمة ساحاته أو قاعاته حدثاً يمس وجدان السوريين ويثير حساسيتهم تجاه الحفاظ على قدسيته ورمزيته.
إدارة الجامع تدعو إلى تحري الدقة وعدم الانجرار وراء ما يسيء أو يثير البلبلة.