الأحد, 10 أغسطس 2025 10:37 PM

مؤسسة مناخنا: نموذج سوري رائد يعزز الاستدامة البيئية بمشاركة مجتمعية واسعة

مؤسسة مناخنا: نموذج سوري رائد يعزز الاستدامة البيئية بمشاركة مجتمعية واسعة

دمشق-سانا: في ظل التحديات البيئية المتزايدة، تبرز أهمية إشراك المجتمع المحلي والمؤسسات غير الحكومية المعنية بالبيئة لضمان حلول مستدامة. تجسد مؤسسة مناخنا غير الربحية هذا التوجه من خلال نهجها التشاركي الذي يجمع بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مع التركيز على الشباب والأطفال، بهدف بناء مستقبل بيئي مستدام في سوريا.

المشاركة المجتمعية: أساس الحلول البيئية المستدامة

تؤكد المؤسسة أن الحلول البيئية الفعالة تتطلب مشاركة حقيقية من المواطنين، الذين يمثلون حجر الزاوية في المعادلة البيئية. هذه المشاركة، سواء من خلال الممارسات اليومية أو الانخراط في المبادرات المجتمعية، تعزز الشعور بالمسؤولية وتساهم في ترسيخ ثقافة بيئية عميقة تنتقل عبر الأجيال، مما يؤسس لوعي جماعي قادر على حماية الطبيعة والحفاظ على مواردها.

مناخنا: شراكات أكاديمية وتأثير متنام نحو التغيير

تعمل مؤسسة مناخنا على بناء شراكات أكاديمية فعالة تجمع بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، مع التركيز بشكل خاص على الشباب والأطفال. تسعى المؤسسة إلى توسيع نطاق عملها وتعميق تأثيرها لتحقيق أهدافها البيئية على مختلف المستويات، وتعزيز قدرتها على إحداث تغيير حقيقي ومستدام في الوعي والممارسة.

محمد سمير طحان: الشباب عماد الحركة البيئية في سوريا

أكد أمين سر مجلس أمناء المؤسسة، محمد سمير طحان، أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود لجعل العمل البيئي نشاطاً جماعياً حيوياً. وأشار إلى الدور الهام والفاعل للشباب في مستقبل العمل البيئي، وضرورة تمكينهم بالأدوات والمهارات اللازمة من خلال التدريب والتأهيل ليكونوا فريقاً شبابياً بيئياً ريادياً متمكناً، وعماد الحركة البيئية في سوريا مستقبلاً.

رفع الوعي البيئي والتركيز على العنصر البشري كمورد مستدام

تهدف المؤسسة، بحسب طحان، إلى رفع الوعي البيئي والمناخي لدى جميع شرائح المجتمع، وخاصة الشباب والأطفال، من خلال حملات توعية ومبادرات تعليمية. فالعنصر البشري هو أهم مورد مستدام يمكن أن يؤثر إيجاباً على البيئة ويغير الواقع.

مشاريع عملية ورؤية مستقبلية للتنمية الخضراء

تعمل المؤسسة على مشاريع عملية مثل الزراعة الحضرية، التي تعزز الأمن الغذائي وتمكن الأسر بشكل مستدام، خاصة في المناطق الحضرية المتأثرة بالتغيرات المناخية. وعلى المدى البعيد، تسعى المؤسسة لبناء منظومة بيئية متكاملة ومستدامة عبر التعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية والأكاديميين، لصياغة سياسات بيئية متطورة تتماشى مع النموذج التنموي الأخضر.

دمشق تحتفي بالبيئة ونادي "البيئيين الصغار" يغرس القيم

أشار طحان إلى أن المؤسسة، بالتعاون مع مديرية البيئة في محافظة دمشق، نجحت في إدخال العاصمة السورية ضمن قائمة المدن التي تحتفل بيوم البيئة العالمي لعام 2025. كما شاركت في إطلاق نادي "البيئيين الصغار" الصيفي والمجاني للأطفال، بهدف غرس القيم البيئية والمناخية لدى الأجيال الناشئة من خلال ورش عمل وأنشطة ميدانية، وتنظيم حملات تشجير وتوعية مجتمعية تفاعلية مع الشباب والمتطوعين، مما أسهم في تأسيس قاعدة شبابية بيئية ناشطة.

خبرات متنوعة وتكامل لخدمة الأهداف البيئية

تضم مؤسسة مناخنا خبراء في مجالات متعددة، تشمل مكافحة الحرائق، أنظمة الأمان، القانون، والصناعات الكيميائية والغذائية والإنشائية، إلى جانب الصحافة والإعلام. هذا التنوع المهني يمنح المؤسسة قدرة على فهم التداخلات المعقدة بين البيئة والقطاعات الاقتصادية والقانونية والإعلامية، ويتيح توظيف هذه الخبرات بشكل تكاملي لخدمة أهدافها وتعزيز استدامة تأثيرها.

مسؤولية جماعية وواجب وطني نحو الأجيال القادمة

يؤكد طحان أن الجهات الرسمية تلعب دوراً محورياً في دعم السياسات والتشريعات البيئية، بينما يعد المجتمع شريكاً أساسياً من خلال تبني ممارسات يومية مستدامة. ويجسد النموذج التشاركي للمؤسسة مبدأ أن حماية البيئة مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر الجهود وتحويل العمل البيئي إلى نشاط حي نابض بالحياة، مبيناً أن البيئة تمثل حياة ومستقبل سوريا، والحفاظ على الموارد الطبيعية واجب وطني تجاه الأجيال القادمة، يتحقق عبر التوعية والمشاركة الفعالة وتمكين الشباب.

نحو سوريا مستدامة بالتعاون والإرادة الجماعية

أكد طحان أنه لبناء سوريا مستدامة وصحية قادرة على مواجهة آثار التغير المناخي وتحديات البيئة بعد سنوات من الحرب والدمار، يتطلب الأمر إرادة جماعية حقيقية، داعياً إلى العمل المشترك "يداً بيد"، لأن التعاون هو مفتاح النجاح.

نبذة عن مؤسسة مناخنا

تأسست مناخنا في آذار 2025، كمؤسسة غير ربحية مرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وتهدف إلى إحداث تغيير إيجابي ومستدام في المشهد البيئي والمناخي السوري.

مشاركة المقال: