انتشر مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة في المستشفى الوطني في السويداء، يظهر إعدام عامل في القطاع الصحي أثناء اقتحام القوات الحكومية للمستشفى، وذلك عقب اشتباك بالأيدي. يظهر في التسجيل عناصر يرتدون زيًا عسكريًا تابعًا لوزارة الدفاع وقوى الأمن الداخلي وهم يحاصرون الأطباء في قسم الإسعاف.
حصل موقع "السويداء 24" على هذا التسجيل، الذي يعود تاريخه إلى 16 تموز الماضي. وأفاد مدير صحة السويداء، أسامة قندلفت، لعنب بلدي، بأن المستشفى تعرض لقذائف ورشقات رصاص في صباح 16 تموز، مما أدى إلى خروج قسم الإسعاف عن الخدمة. وفي مساء اليوم نفسه، اقتحمت القوات الحكومية المستشفى، ووقعت اشتباكات في محيطه وداخله، قبل أن تنسحب القوات.
أوضح قندلفت أن المستشفى كان يضم جرحى وقتلى مدنيين وعسكريين من الفصائل المحلية في السويداء، بالإضافة إلى عسكريين من وزارة الدفاع. وأشار الناشط الإعلامي قتيبة عزام لعنب بلدي إلى أن المستشفى كان يحوي أكثر من 100 جثمان، بينهم أطفال ونساء وشيوخ وشباب، معظمهم مجهولي الهوية بسبب الانتهاكات التي تعرضوا لها. وأضاف أن جدران المستشفى الوطني تحمل آثار رصاص نتيجة الاشتباكات بين الفصائل المحلية في السويداء وقوات وزارة الدفاع داخل المستشفى وخارجها.
اطلعت عنب بلدي على صور لجثامين من النساء والأطفال والشباب من داخل المستشفى، وذلك في 22 تموز الماضي، أي بعد انتهاء العمليات العسكرية في السويداء. ولم تصدر أي تعليقات من وزارة الدفاع أو الداخلية حول الحادثة حتى وقت كتابة هذا التقرير.
أسفرت الأحداث الدامية في السويداء عن مقتل ما لا يقل عن 1013 شخصًا، وفقًا لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". تورطت في هذه الأحداث فصائل محلية في السويداء، وقوات حكومية، وقوات عشائرية ومجموعات من البدو، وسط تدخل إسرائيلي ضد القوات الحكومية.
ماذا حدث في السويداء
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية. بدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء، الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 تموز. تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة، ما استدعى تدخل الحكومة التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا لها في السويداء ودمشق، لتعود الانتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو، ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية، التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
تسير الأوضاع في السويداء نحو التهدئة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تعاني المحافظة من أوضاع إنسانية صعبة. وتتهم أوساط في المحافظة الحكومة بفرض حصار إنساني وعسكري، إلا أن الأخيرة تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات.