الإثنين, 11 أغسطس 2025 12:42 PM

بجهود ذاتية: سكان ريف دير الزور يبنون محطة مياه شرب أهلية لإنهاء معاناتهم مع التلوث

بجهود ذاتية: سكان ريف دير الزور يبنون محطة مياه شرب أهلية لإنهاء معاناتهم مع التلوث

حسام شاهين – دير الزور

في خطوة جريئة، قرر سكان قرية الزغير شامية في ريف دير الزور الغربي وضع حد لمعاناتهم الطويلة مع المياه الملوثة. فبعد سنوات من الاعتماد على مياه نهر الفرات الملوثة، أطلقوا مشروعًا لبناء أول محطة أهلية لمياه الشرب في المنطقة.

عانى أهالي القرية لعقد من الزمن من الإهمال وتوقف محطات ضخ المياه الحكومية، مما اضطرهم إلى استخدام مياه النهر مباشرة دون تصفية أو تعقيم. ومع تفاقم الوضع، تحولت المياه إلى خطر يهدد حياتهم، وانتشرت الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى والتهابات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية لدى الأطفال وأمراض الكبد والمسالك البولية.

يقول جاسم خليفة الحسين (40 عامًا)، أحد أبناء القرية، "لم يكن لدينا خيار آخر، شربنا الماء لأننا مضطرون. قررنا أخيرًا أن نحل مشكلتنا بأنفسنا، فقد تعبنا من الانتظار".

ولدت الفكرة من رحم المعاناة: بناء محطة أهلية لتصفية مياه الشرب بتمويل ذاتي كامل، من خلال جمع التبرعات من الأهالي ووجهاء المنطقة والمغتربين. وتشرف مؤسسة المياه في دير الزور فنيًا على المشروع، بينما يتكفل الأهالي بالتكاليف. وقد بلغت تكلفة إنشاء المرقد وحده نحو مليار ليرة سورية، والعمل جارٍ لإتمام باقي المراحل.

تبرع أحد أبناء القرية بالأرض التي تُقام عليها المحطة، وقدم آخر جزءًا من أرضه لفتح طريق يخدم المشروع، مما سهل نقل مواد البناء وضمن سهولة الوصول للموقع.

يُعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة بتمويل أهلي كامل، ومن المتوقع أن يغذي نحو 1500 منزل، أي ما يقارب سبعة آلاف نسمة، لينهي بذلك معاناة طويلة مع المياه الملوثة.

ويشير عبد الكريم محمد الشعيبي، من سكان قرية الخريطة المجاورة، إلى أن المنطقة كانت تعتمد سابقاً على محطة مياه الشميطية، إلا أن قدرتها التشغيلية لم تكن كافية، مما اضطر السكان للاعتماد على مياه النهر أو شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة.

يأمل الأهالي أن تلهم مبادرتهم باقي القرى، وأن تتحول هذه الجهود الفردية إلى حراك مجتمعي واسع لتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: