الإثنين, 11 أغسطس 2025 02:54 PM

في ظل الحصار والتهديدات: غزة تواجه شبح المجاعة وتؤجل الخوف من الاجتياح بتأمين الغذاء

في ظل الحصار والتهديدات: غزة تواجه شبح المجاعة وتؤجل الخوف من الاجتياح بتأمين الغذاء

وسط الحصار المستمر والتهديدات المتزايدة بالاجتياح، يواجه سكان غزة صعوبات جمة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء. الكميات المحدودة من السلع التي تدخل القطاع لا تكفي لتلبية احتياجات السكان الذين يعيشون في ظل كارثة إنسانية متفاقمة.

بينما تتواصل الخطط العسكرية للسيطرة على القطاع، ينشغل الغزيون بتأمين ضروريات الحياة اليومية. الحياة في غزة تُعاش باليوم، بل بالساعات. وبعد أربعة أشهر من الحصار المطبق، سمحت سلطات الاحتلال بدخول شاحنات البضائع التجارية، مما أدى إلى توفر المواد التموينية الأساسية مثل السكر والأرز وزيت القلي في الأسواق المحلية، في مشهد لم يعهده السكان منذ مدة طويلة.

وعلى الرغم من أن الأسعار لا تزال مرتفعة، حيث يباع كيلو السكر بحوالي 20 دولاراً، إلا أن هذا المبلغ يعتبر في متناول اليد مقارنة بالأسعار القياسية السابقة التي تجاوزت 150 دولاراً للكيلو الواحد. وقد كان السكر والجبنة حديث الساعة خلال اليومين الماضيين، وتغاضى الناس عن التهديدات، ليس لأنهم غير خائفين من المجهول، بل لأن المجهول أصبح سمة شهور الحرب الطويلة، بل هو الوضع الطبيعي إذا ما قورن بحدث مرتقب مثل شرب كأس من الشاي المحلى بعد 120 يوماً من الانقطاع.

يقول أبو بلال: «حديث الناس اليوم عن إحساسهم لما دخل السكر أجسامهم لأول مرة منذ شهور طويلة، عن كاسة الشاي والحلويات. دخول البضائع أعطى شوية أمل بإنه الأيام الصعبة إلها وقت وتنتهي، صحيح إنه التهديدات باحتلال غزة أشعرتنا إنو دخول البضائع والمساعدات هو تسمين قبل الدبح، لكن هذه الحرب علّمتنا نأجل الخوف من بكرة لبكرة، ما نموت قبل الموت 100 موتة».

ويضيف أحمد أبو عاصم لـ«الأخبار»: «التفكير بما هو قادم يصيبك بالجنون، احتلال غزة يعني تهجير مليون إنسان إلى مناطق ضيقة ومزدحمة أصلاً بأكثر من مليون إنسان، لا أحد عنده قدرة مالية ولا جسدية ولا نفسية على رحلة نزوح جديدة، الناس أُنهكوا تماماً (…) الانشغال بالبضائع وما دخل إلى الأسواق والاستغراق الكامل في الهموم اليومية هو حيلة نفسية للهروب من الهموم المنتظرة».

المساحة المأهولة المتبقّية ستشهد هجوماً يفرض أن يحشر السكان في 8% من مساحة غزة

وكان جيش الاحتلال قد بدأ، منذ مطلع الأسبوع الماضي، بإدخال شاحنات البضائع التجارية بعد إغلاق تام استمر لأربعة أشهر، وسمح لعدد محدود من التجار باستيراد كميات محددة من المواد الاستهلاكية، هي السكر والأرز والجبنة المعلبة والطحين، فيما من المُنتظر أن يسمح بدخول كميات محدودة من الخُضر واللحوم المجمّدة والقهوة. غير أن أسعار تلك البضائع لا تزال تتجاوز القدرة الشرائية للسكان الذين فقدوا مصدر رزقهم، في حين يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الكميات المحدودة التي تباع بعشرة أضعاف سعرها الطبيعي، تبقى نقطة في بحر احتياجات القطاع اليومية، والتي تبلغ 600 شاحنة يومياً.

وترافق إدخال الشاحنات مع حملة إعلامية إسرائيلية، تهدف إلى تكذيب رواية المجاعة، والزعم أن الاحتلال يتولى مهمة توفير الطعام لأهالي القطاع، خصوصاً بعدما أحدثت مشاهد المجاعة ضجة عالمية. وبالعودة إلى الهموم اليومية الكبيرة، فإن أكثر من 60% من سكان المناطق الشرقية والشمالية للقطاع، يعيشون في الخيام في الشوارع والمناطق العامة، بعد أن دمّر جيش الاحتلال، خلال عملية «مركبات جدعون»، أربعة أحياء رئيسية بشكل كلي، هي الشجاعية والزيتون والتفاح وجباليا البلد. تلك المناطق التي تشكل الحاضنة الشرقية لمدينة غزة، كان يسكنها نحو 250 ألف نسمة، وانتهى الحال بأهلها إلى النزوح إلى المدينة، وتحديداً المناطق الغربية منها، في حين لا تزال عملية تدمير مدينة خانيونس مستمرة على قدم وساق.

وهكذا، تكتظّ منطقة المواصي في جنوب غزة، والتي يخطط جيش الاحتلال لتهجير نحو مليون إنسان من شمال القطاع إليها، بأكثر من 700 ألف نازح هم سكان خانيونس ورفح، ما يعني أن المساحة المأهولة المتبقية لا تتجاوز نسبتها الـ25%، ستشهد هجوماً يفرض أن يحشر السكان في ما نسبته 8% من مساحة غزة.

وتضاف إلى هذه التحديات، أزمة الواقع الطبي المنهار، حيث تقع مستشفيات القطاع الرئيسية وخصوصاً «الشفاء» و«المعمداني» في حيز مكاني مهدّد بالإخلاء، وتفتقر المناطق المنويّ إجلاء السكان إليها إلى منظومة صحية قادرة على التعاطي مع متطلبات الاكتظاظ الكبير ذاك.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الأخبار

مشاركة المقال: