قام عضو الكونغرس الأمريكي “إبراهيم حمادة” بزيارة رسمية إلى سوريا، التقى خلالها بالرئيس السوري “أحمد الشرع” ووزير الخارجية “أسعد الشيباني”. وتُعد هذه الرحلة غير مسبوقة، حيث وصل “حمادة” إلى “دمشق” مباشرةً من “القدس المحتلة” بعد زيارته لكيان الاحتلال.
أعلن “حمادة” أن رحلته هي الأولى من نوعها منذ عقود لمسؤول أمريكي بين “القدس” و”دمشق”، وذلك بصفته مبعوثاً لأجندة “السلام من خلال القوة”. وقد استغرق لقاؤه مع “الشرع” 6 ساعات، حيث ناقش الطرفان إعادة جثمان المواطنة الأمريكية “كايلا مولر” إلى عائلتها في “أريزونا”. وكانت “كايلا مولر” ناشطة أمريكية اختطفت على يد تنظيم “داعش” عام 2013 وتعرضت لاعتداءات قبل أن يعلن التنظيم عام 2015 مقتلها في غارة جوية. يذكر أن القوات الأمريكية أطلقت اسم “كايلا مولر” على العملية التي قتل خلالها زعيم “داعش” عام 2019.
كما تناول اللقاء بحث الحاجة إلى إنشاء ممر إنساني آمن لتسليم المساعدات الطبية والإنسانية إلى “السويداء” بشكل آمن، بالإضافة إلى ما وصفه “حمادة” بالحاجة إلى أن تحقق “سوريا” التطبيع مع كيان الاحتلال والانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية.
وشدّد “حمادة” خلال الاجتماع على ضرورة تصحيح المسار السوري في ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة، ونصح الرئيس السوري بضرورة أن توفّر الحكومة الأمان والسلام لكافة مواطنيها، بمن فيهم “الأقليات”، معتبراً أن ذلك هو السبيل الوحيد لبناء سوريا جديدة تعكس تنوعها العرقي والديني.
من جانب آخر، أشار “حمادة” إلى دعمه لقرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” رفع العقوبات عن سوريا، لكنه يرى أن على الكونغرس لعب دور رئيسي في هذه العملية لضمان وفاء الحكومة السورية بتعهداتها تجاه “واشنطن”، حيث انخرط مع فريقه في جهود مشتركة بين الوكالات للتحقق مما يحدث على الأرض في خضم الصراع الحالي.
لقاءات “حمادة” في “دمشق” شملت أيضاً وزير المالية السوري “محمد يسر برنية”، الذي ذكر أنه ناقش مع عضو الكونغرس الأمريكي العلاقات الاقتصادية والمالية بين “سوريا” و”الولايات المتحدة”، والإصلاحات الجارية في القطاع المالي السوري واستكشاف مجالات لمزيد من التعاون. وأعرب “برنية” عن تفاؤله بشأن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
بدوره، نقل موقع عن مصادر وصفها بالخاصة أن الهدف من زيارة “حمادة” هو إنشاء قناة تواصل بين أعضاء الكونغرس الأمريكي و”دمشق” من أجل متابعة الأجندة التي أعلن عنها “ترامب” بشأن “سوريا” في “الرياض”. وأضافت المصادر أن الزيارة شهدت أيضاً نقاشاً حول الاعتداءات الإسرائيلية وسبل وقف محاولاتها لزعزعة الاستقرار في سوريا، واعتبرت أن الزيارة مهمة في ظل جهود كيان الاحتلال للضغط على واشنطن وعواصم أخرى لوقف رفع العقوبات والتفاعل الدولي مع سوريا، مشيرة إلى أن إطار الزيارة تمحور حول التعاون مع الحكومة السورية بما يتعلق بالملف السوري في “واشنطن”.