الإثنين, 11 أغسطس 2025 06:38 PM

حمص: اكتشاف مقبرة جماعية في كرم الزيتون يكشف فظائع الماضي

حمص: اكتشاف مقبرة جماعية في كرم الزيتون يكشف فظائع الماضي

عثرت عائلة في حي كرم الزيتون بمدينة حمص، في التاسع من آب/أغسطس الجاري، على رفات أربعة أشخاص، بينهم امرأة معصوبة العينين، وذلك أثناء إزالة الأنقاض من أحد المنازل. يقع هذا الاكتشاف تحديداً في الجزء الذي كان يعرف خلال الثورة السورية باسم حي الرفاعي.

استجابت فرق الدفاع المدني لبلاغ الأهالي، وقامت بنقل الرفات بالتنسيق مع الأمن العام إلى الطب الشرعي، بهدف تحديد هويات الضحايا. إن اكتشاف المقابر الجماعية في سوريا أصبح أمراً متكرراً منذ هروب بشار الأسد إلى روسيا، حيث لم يتمكن ذوو الضحايا من دفن أبنائهم الذين قتلهم النظام بدم بارد، أو حتى إقامة مراسم العزاء لهم.

توضح الصحافية عائشة صبري، التي شاركت في توثيق هذه المجازر سابقاً، أن حي كرم الزيتون في حمص يقطنه سبعون ألف نسمة من مختلف الطوائف، وقد انقسم إلى قسمين منذ بداية الثورة: الأول سُمّي حي الرفاعي نسبةً إلى مسجد الرفاعي الذي كان يتجمع أمامه المتظاهرون، والآخر بقي باسم كرم الزيتون. ويعود هذا الانقسام إلى إقامة شباب من العلويين حواجز تفصل الحي بهدف إخماد المظاهرات.

شهد حي كرم الزيتون أولى المجازر الطائفية في 26 كانون الثاني/يناير 2012. ووفقاً للتوثيق الأخير الذي أجرته عائشة صبري مع الزميل تيسير أبو معاذ، مسؤول تنسيقية حي كرم الزيتون، بلغت الإحصائية: 22 قتيلاً (5 رجال، و7 سيدات، و10 أطفال)، وإصابة طفل وطفلة أخوين بجروح تم إسعافهما. وتُعد هذه المجزرة نقطة تحول في الثورة بحمص، حيث انتقلت من السلمية إلى المسلحة للدفاع عن المدنيين.

وقعت المجزرة الأكبر والأبشع في حي الرفاعي بتاريخ 12 آذار/مارس 2012، وراح ضحيتها، حسب توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، 224 قتيلاً، بينهم 44 طفلاً و48 امرأة، بينما قدرت تنسيقية الحي العدد بنحو 450 قتيلاً. وقد تم تصوير الضحايا عبر الإعلام الموالي للنظام لاتهام الثوار بارتكاب المجزرة.

تمكن النظام من ارتكاب مجزرة الرفاعي (كرم الزيتون) بعد إخراج ثوار الحي، الذين يُقدر عددهم بـ 105 شباب، بعد مفاوضات طلب منهم النظام أن يخرجوا من الحي ليدخل عناصره بهدف التفتيش. ولكن عند خروجهم وقعوا في كمين في شارع الستين بحي عشيرة الذي سيطر عليه النظام، وقُتل خلاله نحو سبعين ثائراً منهم، بالتزامن مع مجزرة حي العدوية التي وثق الناشطون مقتل 75 مدنياً نقلوا جثثهم على دفعتين، من بينها جثث مذبوحة ومحروقة.

تختتم عائشة صبري حديثها بالتأكيد على انتظار تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة مرتكبي المجازر من نظام الأسد وميليشياته بحق الشعب السوري، الذين باتوا اليوم يتنصلون من جرائمهم بحجة السلم الأهلي، الذي لن يتحقق دون تحقيق هذه العدالة.

عائشة صبري _ زمان الوصل

مشاركة المقال: