افتتح وزير الصحة، مصعب العلي، مركزًا متخصصًا في علاج أمراض الدم والأورام في محافظة دير الزور، وذلك بدعم من "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" (سامز). يُعد هذا المركز الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، وقد بدأ بتقديم خدماته مساء السبت 9 آب.
تشهد محافظة دير الزور والمناطق الريفية المحيطة بها تحسنًا ملحوظًا في القطاع الصحي، ويظهر ذلك في تطوير المستشفيات والمراكز الصحية، بعد أن تضررت العديد منها نتيجة لاستهدافها في الصراعات السابقة.
أوضح مدير مكتب "سامز" في دير الزور والمنطقة الشرقية، محمد نبيل أحمد، أن الهدف من افتتاح هذا المركز هو توفير خدمات علاج الأورام المتخصصة في المنطقة الشرقية، وخاصةً في دير الزور، حيث كانت تفتقر إلى مثل هذه المراكز المتخصصة.
وأضاف أن المركز يقدم العلاج لثمانية أنواع من السرطان، بينما يقوم بتوجيه وإرشاد المرضى الذين يعانون من أنواع أخرى للتواصل مع الأطباء المختصين وتقديم الاستشارات اللازمة لهم. وأشار إلى أن المركز يتعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة ومديرية الصحة في دير الزور، وأن العمل جارٍ لبناء مستشفى متكامل متخصص في معالجة أمراض الدم والأورام.
ووفقًا لأحمد، يولي المركز اهتمامًا خاصًا بتقديم الدعم النفسي للمرضى، وذلك كجزء أساسي من خطة المتابعة الشاملة التي يتبناها.
تعمل لجنة تابعة لـ "سامز" ومتخصصة في الأورام على الإشراف على الإجراءات التي تتم داخل المركز بالتنسيق الكامل معها.
150 مراجعًا و65 مستفيدًا
أكدت مرح مطر، اختصاصية الأورام في مركز "سامز" بدير الزور، أن المركز يمثل نقلة نوعية هامة لمرضى الأورام في المدينة، حيث سيخفف عنهم مشقة السفر إلى محافظة دمشق لتلقي العلاج، خاصةً في ظل صعوبة التنقل التي يواجهها بعض المرضى. وأشارت إلى أن المركز سيعالج ثمانية أنواع من السرطان هي الأكثر شيوعًا في المدينة، مثل أورام الثدي والمعدة والقولون والخصية والمثانة.
استقبل المركز حتى الآن أكثر من 150 مريضًا، ويتبع خطة علاج ومتابعة دقيقة. وقد استفاد حوالي 65 مريضًا من العلاجات التي يقدمها المركز منذ بدء تقديم الخدمات قبل شهر.
وأشارت مطر إلى أن المركز يواجه بعض الصعوبات في نقل الدم، بسبب النقص في وحدات الدم المتوفرة في دير الزور.
عانى مرضى الأورام في دير الزور خلال السنوات الماضية من صعوبة التنقل إلى محافظات أخرى مثل دمشق لتلقي العلاج، مما أثقل كاهلهم بالأعباء المادية والجهد المضاعف.
أقسام جديدة بالمستشفيات
افتتحت محافظة دير الزور قسم النسائية في مستشفى الميادين الوطني، وقسم العمليات في مستشفى دير الزور الوطني.
وأعلنت المحافظة أنه تم تزويد قسم النسائية في مستشفى الميادين الوطني بغرفة عمليات وغرفتين للمخاض، بالإضافة إلى التجهيزات الأخرى اللازمة.
وأكد وزير الصحة، مصعب العلي، أن قسم النسائية يستقبل الحالات بعد تجهيزه بشكل كامل.
كما نوه العلي إلى افتتاح قسم آخر للأمراض الباطنية والأطفال، يضم غرفتي عمليات جراحية وست غرف للعناية المركزة، بالإضافة إلى خمس حاضنات للأطفال. وأشار إلى وجود قسم لغسل الكلى يضم حاليًا أربعة أجهزة، وسيتم تزويده بعدد إضافي من الأجهزة الجديدة قبل نهاية شهر آب.
مشروع بشمالي سوريا
أطلق الهلال الأحمر القطري مشروع "جسور الشفاء والأمل 2" بهدف توفير الأدوية الكيماوية والمناعية والهرمونية عالية التكلفة لعلاج مرضى السرطان المسجلين في مراكز الأورام في شمال سوريا لمدة خمسة أشهر، وذلك في إطار جهوده الإنسانية للتخفيف من معاناة مرضى السرطان في سوريا.
وأعلن الهلال القطري في بيان بتاريخ 10 آب أن المشروع سينفذ بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومديريتي الصحة في محافظتي إدلب وحلب.
ويتضمن المشروع توريد وتوزيع كميات من الأدوية الأساسية لعلاج السرطان، يستفيد منها بشكل مباشر 112 مريض سرطان على مدار خمسة أشهر، و560 مستفيدًا غير مباشر من أسر المرضى والمجتمع المحلي.
ويشمل المشروع العلاجات الكيماوية والمناعية، بالإضافة إلى متابعة توزيعها وضمان جودتها.
"البيروني" في دمشق
يعد مستشفى "البيروني" الجامعي المركز الرئيس الوحيد المتخصص بمعالجة الأورام السرطانية، ويقدم خدماته التشخيصية والعلاجية مجانًا.
يستقبل المستشفى حوالي 60% من مرضى السرطان في سوريا، وهو ما يفوق قدرته الاستيعابية.
ويواجه المستشفى، كحال القطاع الصحي في سوريا، تحديات كثيرة، منها نقص في تأمين الجرعات الكيماوية للمرضى، وعدم توفر أنواع معينة لبعض الحالات المستعصية، ونقص في الأدوية والمعدات الطبية، ما يضع المرضى أمام خيارين: إما علاج مكلف يتحمل المريض وعائلته أعباءه، أو التأخير في رحلة العلاج منتظرين دورهم أمام باب المستشفى.
أوضح مدير مستشفى "البيروني" الجامعي، الدكتور رضوان الأحمد، أن نقص المعدات والمستلزمات الطبية يعود لعدة أسباب، أبرزها التحديات اللوجستية والاقتصادية التي تواجه القطاع الصحي بشكل عام، بالإضافة إلى صعوبات في تأمين المواد من الموردين نتيجة للعقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة سابقًا، وأيضًا ارتفاع تكاليف النقل والتخزين.
وأشار الأحمد إلى أن الضغط الكبير على المستشفى باعتباره مركزًا رئيسًا لعلاج الأورام يزيد من الاستهلاك اليومي للمستلزمات. وأضاف أن تأمين الجرعات الكيماوية للمرضى يتم من خلال الاستجرار المركزي عن طريق وزارة الصحة حصرًا، والتي لم يتم حتى الآن استجرارها للأسباب المذكورة سابقًا.
وفي حال عدم توفر الجرعة المطلوبة أو عدم وجود بديلها في المستشفى، يطلب من بعض المرضى تأمين العلاج من الخارج، وهذا ما يشكل عبئًا كبيرًا عليهم، بحسب الأحمد.