الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 01:31 PM

نزوح مربي الإبل إلى ريف الرقة: تحديات الألغام وآمال العودة إلى البادية السورية

نزوح مربي الإبل إلى ريف الرقة: تحديات الألغام وآمال العودة إلى البادية السورية

تشهد تربية الإبل في ريف الرقة ازدياداً ملحوظاً منذ اندلاع الثورة السورية، حيث استقبلت المنطقة مربين نزحوا من البادية السورية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وانتشار الألغام. كانت البادية، بمساحاتها الشاسعة ومراعيها الغنية، الموطن الأساسي لتربية الإبل، لكن سيطرة الميليشيات الإيرانية أجبرت الكثيرين على الرحيل.

يروي محمد العلي، وهو مربي إبل يبلغ من العمر 55 عاماً، لـ”سوريا 24″ معاناة المربين قائلاً: “عشنا في البادية حياة مستقرة، ولكن بعد سيطرة الميليشيات وانتشار الألغام، لم نعد قادرين على البقاء. توجهنا إلى ريف الرقة حيث المياه والمراعي أفضل.” تعكس كلماته الخوف من العودة إلى موطنهم بسبب الألغام.

ويؤكد حسين الكمالي أن العائق الأمني هو السبب الرئيسي لتأجيل العودة، مضيفاً: “لا نخطط للعودة حالياً، فالألغام تعطل أي خطة. نحاول التأقلم مع الواقع في الرقة رغم صعوبة النزوح.” تسلط هذه التصريحات الضوء على تحديات النزوح القسري وتأثيره على حياة المربين.

اقتصادياً، ساهم انتقال المربين إلى ريف الرقة في دعم النشاط المحلي، حيث أصبحت تربية الإبل مصدر رزق للعديد من العائلات. يقول أحمد السالم: “الرقة وفرت لنا المراعي والمياه، مما ساعد على استقرار قطعاننا، لكننا ننتظر تهيئة الظروف للعودة إلى البادية، لأن الارتباط بالأرض جزء من هويتنا.”

أما جمال الحسين، فيرى في تربية الإبل أكثر من مجرد مهنة، قائلاً: “تربية الإبل ليست مجرد عمل، بل هي تراث وتاريخ نتمسك به. نأمل أن تتحسن الأمور قريباً لنعود إلى بيوتنا ومراعي أجدادنا.”

تبقى تربية الإبل في ريف الرقة تجسيداً لصمود الإنسان السوري وتمسكه بتراثه، مع أمل في تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية لتمكين المربين من العودة إلى البادية وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

مشاركة المقال: