الخميس, 14 أغسطس 2025 12:43 AM

زيلينسكي ينتقد التقارب الأمريكي الروسي: زيارة بوتين لألاسكا "انتصار" للكرملين ورفض للانسحاب من دونباس

زيلينسكي ينتقد التقارب الأمريكي الروسي: زيارة بوتين لألاسكا "انتصار" للكرملين ورفض للانسحاب من دونباس

انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاجتماع المزمع بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، معتبراً إياه "انتصاراً شخصياً" للرئيس الروسي. وأكد أن كييف ترفض الانسحاب من شرق أوكرانيا كجزء من أي اتفاق سلام محتمل.

وفي تصريحات للصحافيين في أوكرانيا، أشار زيلينسكي إلى أن "مجموعات" من الجنود الروس تمكنت من التقدم لمسافة تقارب عشرة كيلومترات في بعض قطاعات الجبهة، مؤكداً أنه سيتم القضاء عليها.

تثير هذه التطورات مخاوف من حدوث اختراق لصالح الكرملين قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي في ألاسكا، والتي تهدف إلى مناقشة تسوية محتملة للنزاع.

وكان تبادل الأراضي بين البلدين من بين الحلول المطروحة، دون تفاصيل محددة، إلا أن كييف وحلفاءها الأوروبيين رفضوا هذا الاقتراح.

واعتبر زيلينسكي زيارة فلاديمير بوتين للولايات المتحدة، التي تعاني بلاده من العزلة عن العالم الغربي منذ الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، "انتصاراً" للكرملين.

وقال زيلينسكي: "سيعقد (بوتين) لقاء على الأراضي الأميركية، الأمر الذي يشكل بالنسبة إليه انتصاراً شخصياً"، مضيفاً أن هذا الاجتماع يخرج الرئيس الروسي من "عزلته" ويؤخر فرض عقوبات أميركية محتملة على موسكو.

واستبعد الرئيس الأوكراني أي انسحاب لقواته من شرق أوكرانيا كجزء من اتفاق محتمل مع موسكو بوساطة أميركية.

وقال للصحافيين: "لن ننسحب من دونباس (التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين)"، معتبراً أن سيطرة موسكو على هذه الأراضي ستشكل لاحقاً منصة للكرملين لشن "هجوم مقبل" على أوكرانيا.

وقبل عودته إلى البيت الأبيض، تباهى الرئيس الأميركي بقدرته على إنهاء ثلاث سنوات من الغزو الروسي في غضون "24 ساعة".

لكن طموحاته تبددت بفشل ثلاث جولات من محادثات السلام بين كييف وموسكو عُقدت أخيراً في تركيا.

وفي هذه المرحلة، تطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن أربع مناطق محتلة جزئياً (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا لأراضيها عام 2014، والتخلي عن إمدادات الأسلحة الغربية ومشروع عضويتها في حلف شمال الأطلسي.

غير أن هذه المطالب غير مقبولة لدى كييف التي تطالب بانسحاب القوات الروسية من أراضيها والحصول على ضمانات أمنية غربية، بما في ذلك استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو.

ومن المرجح أن يُعقد الاجتماع بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين من دون فولوديمير زيلينسكي، ما يثير مخاوف من احتمال أن تجبر كييف على التنازل عن أجزاء من أراضيها لروسيا في سياق أي حل.

وأعلن ترامب الاثنين أنه "منزعج بعض الشيء" من رفض كييف التنازل عن الأراضي، "لأنه سيكون هناك تبادل للأراض".

ومن المقرر أن يجري زيلينسكي وقادة أوروبيون مشاورات مع ترامب الأربعاء.

وعلى عكس الولايات المتحدة، زادت أوروبا مساعداتها العسكرية لأوكرانيا خلال أيار/مايو وحزيران/يونيو، وتعتمد بشكل متزايد على صناعتها الدفاعية بدلاً من اللجوء إلى مخزونات الأسلحة القائمة لديها، على ما ذكر معهد كيل الألماني الثلاثاء.

ولا يزال القتال محتدماً على الجبهات. وقد تسبب هذا النزاع، وهو الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف.

وتواصل القوات الروسية، الأكثر عدداً والأفضل تسليحاً، تحقيق مكاسب ميدانية.

وفي الساعات الأخيرة، تقدمت كيلومترات عدة في منطقة استراتيجية في منطقة دونيتسك في شمال شرق مدينة بوكروفسك، وفق الجيش الأوكراني ومحللين.

وأكد زيلينسكي الثلاثاء أن "مجموعات" الجنود الروس التي تقدمت حوالى 10 كيلومترات في هذا الجزء من الجبهة "ليست مزودة أسلحة (ثقيلة)، فقط أسلحة خفيفة"، مضيفاً "بعضها تم تدميره وبعضها بات أسيرا. سنعثر على الآخرين وندمرهم قريبا".

ووفقاً لزيلينسكي، تهدف هذه الهجمات إلى تكريس "سردية" مفادها أن "روسيا تتقدم" وأن "أوكرانيا تخسر" قبيل اجتماع بوتين وترامب.

كما صرّح بأن موسكو تستعد "لعمليات هجومية جديدة" في ثلاثة قطاعات من الجبهة هي "زابوريجيا وبوكروفسك ونوفوبافليفكا".

مشاركة المقال: