الخميس, 14 أغسطس 2025 01:30 AM

موجة الحر تضرب القامشلي وتتلف 40% من محاصيل الخضار وتكبّد المزارعين خسائر فادحة

موجة الحر تضرب القامشلي وتتلف 40% من محاصيل الخضار وتكبّد المزارعين خسائر فادحة

نالين علي ـ القامشلي

تسببت موجة الحر الشديدة التي اجتاحت مناطق ريف القامشلي الشرقي هذا العام في إتلاف ما يقارب 40% من محصول الخضار، مما ألحق خسائر فادحة بالمزارعين الذين لم يتمكنوا من التغلب على تحديات ارتفاع درجات الحرارة ونقص الدعم.

المزارع إبراهيم عبد الله، من قرية تل معروف، وصف الوضع الزراعي هذا الموسم في حديث لنورث برس بأنه "تعيس" نتيجة للظروف المناخية القاسية غير المسبوقة. وأضاف: "ارتفاع درجات الحرارة هذا العام أدى إلى تلف معظم المحاصيل الزراعية. كنا نعتمد في السابق على الخضار المزروعة في منطقتنا، ولكننا اضطررنا لشرائها من مناطق أخرى بعد أن أتلفتها موجة الحر".

وأشار عبد الله إلى أن غياب الدعم المادي واللوجستي للمزارعين كان له تأثير سلبي كبير، موضحاً أنه يملك أرضاً زراعية بمساحة 300 دونم لكنه لم يتمكن من زراعتها بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة ونقص المازوت، بالإضافة إلى استحالة تركيب ألواح الطاقة الشمسية التي تعتبر بديلاً مكلفاً.

وأوضح أن زراعة البطاطا هذا الموسم لم تحقق سوى خسائر كبيرة، قائلاً: "نص الموسم كبيتوا"، في إشارة إلى التكاليف الباهظة من أجور اليد العاملة والأسمدة التي لم تؤد إلى إنتاج ناجح. وأكد أن موجة الحر كانت السبب الرئيسي في تلف الزرع قبل الموعد المعتاد، مما دفعهم إلى بيع المحاصيل بأسعار رخيصة رغم الخسارة الفادحة.

من جهته، أوضح مزارع من قرية تل حميس أن غياب الدعم الكامل للمزارعين من محروقات وأسمدة وبذار، بالإضافة إلى موجة الحر، كان له أثر مدمر على موسم الخضار. وقال لنورث برس: "أسعار المازوت مرتفعة جداً، حيث يصل سعر اللتر إلى 6000 ليرة سورية، وهو ما لا يفي باحتياجات الزراعة ويزيد الأعباء على المزارعين".

وأشار ضياء الدين إلى أن سعر الخضار هذا العام كان منخفضاً جداً بسبب التلف الكبير في المحصول، موضحاً أن المزارعين اضطروا إلى تخفيض أجور اليد العاملة إلى النصف لتقليل الخسائر، لكن هذا لم يكن كافياً لمنعهم من الخسارة.

وفي تصريح مماثل، قال مزارع آخر لنورث برس إن زراعة البطاطا كلفتهم 2000 ليرة سورية للكيلو، بينما تم بيعها بـ 1500 ليرة، ما يشكل خسارة كبيرة. وأشار إلى أن محاولاتهم لطلب الدعم من الهيئة الزراعية لم تلقَ أي استجابة، مؤكداً أن تكاليف المواد الزراعية مثل البذور والأسمدة والأدوية تُشترى بالدولار، بينما يبيع المزارعون محاصيلهم بالليرة السورية، مما يفاقم خسائرهم ويجعل الربح شبه مستحيل.

هذه المعاناة التي تواجهها أوساط المزارعين في ريف القامشلي تعكس حجم التحديات المناخية والاقتصادية المتزايدة، مما يستوجب تضافر الجهود لتوفير الدعم اللازم والحلول المستدامة للحد من تأثير موجات الحر والحفاظ على الإنتاج الزراعي الحيوي.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: