الأربعاء, 13 أغسطس 2025 07:51 PM

انتهاكات مستمرة: فرع الخطيب يثير الرعب بتعذيب شاب وإجباره على اعتناق الإسلام

انتهاكات مستمرة: فرع الخطيب يثير الرعب بتعذيب شاب وإجباره على اعتناق الإسلام

كشفت صحيفة "المدن" عن تفاصيل مروعة لحادثة تعذيب تعرّض لها شاب من عائلة "ناصيف" في دمشق. الشاب، الذي أوقفه حاجز لـ"الأمن العام"، نال ضرباً وتعذيباً وحشياً في "فرع الخطيب" سيئ السمعة.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن الشاب أنه بينما كان يتجول في مناطق "القصاع" و"باب توما" و"برج الروس" في ساعة متأخرة، أوقفه عناصر حاجز "الأمن العام". قام العناصر بإنزاله من السيارة بالقوة وبتفتيشها عثروا على زجاجتي مشروب كحولي، فما كان منهم إلا أن انهالوا عليه بالضرب والإهانة.

على الرغم من توسل الشاب بأن يكتفوا بمصادرة المشروب، اقتاده العناصر إلى "فرع الخطيب"، الذي اشتهر في عهد نظام الأسد بانتهاكاته المروعة وأساليب التعذيب الوحشية والقتل تحت التعذيب. وقد وثقت صور "قيصر" جانباً من الجرائم التي ارتُكبت داخل هذا الفرع. ويبدو أن سقوط النظام وتغيير السلطة لم يمنع هذا الفرع من الاستمرار في ممارساته الوحشية ضد المعتقلين، وإن تغيّرت وجوه القائمين على التعذيب.

أفاد الشاب للصحيفة بأنه تعرض لضرب مبرح وشتائم طائفية واتهامات بالكفر. وتناوب على ضربه رجال ملتحون. ونتيجة للتعذيب، فقد وعيه ليجد نفسه لاحقاً في فرع آخر، ثم تنقل بين عدة فروع أمنية أخرى ذاق فيها صنوف العذاب والضرب والإهانة.

في غضون ذلك، كانت عائلة الشاب تعيش معاناة مضاعفة أثناء البحث عنه، بعد أن أبلغهم أحد أصدقائه بأنه شاهده لحظة اعتقاله من قبل عناصر الحاجز.

وذكر شقيق الشاب أن العائلة بذلت جهوداً مضنية لمعرفة مكان احتجازه، ثم بدأت محاولات لإطلاق سراحه، تعرضت خلالها لابتزاز مالي مماثل لما كان سائداً في عهد نظام الأسد. دفعت العائلة مبلغ 10 آلاف دولار لمجرد رؤية ابنها، قبل أن تطلب المساعدة من الكنيسة للإفراج عنه.

داخل الزنزانة، وبينما كان الشاب "ناصيف"، المسيحي، قابعاً في محبسه، دخل عليه رجل ملتح وطلب منه أن ينطق الشهادتين لاعتناق الإسلام وأن يحفظ 13 آية من القرآن الكريم لترديدها يومياً قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه. ورغم الرعب الذي تملكه، أجبره الرجل على تكرار الآيات، مؤكداً له أنها ستكون سبيله إلى الجنة.

بعد 15 يوماً من التعذيب والترهيب والرعب، نجحت مساعي العائلة والكنيسة في إطلاق سراحه. وبعد مضي ساعة واحدة على خروجه، بدأت عملية تهريبه إلى لبنان، حيث قضى فترة نقاهة للتعافي من الصدمة النفسية التي تعرض لها في المعتقل. ثم قدم أوراقه طالباً اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية، أملاً في الابتعاد عن كابوس ما عاشه في بلاده إلى الأبد.

هذه الحادثة، التي تُكشف تفاصيلها لأول مرة، تبدو جزءاً من سياق أوسع، وصل بعضه إلى القتل تحت التعذيب، كما حدث في حالات وفاة الشبان "لؤي طيارة" في حمص، و"يوسف اللباد" في دمشق، و"عبد الرحمن جعجول" في حلب، بعد تعرضهم للتعذيب في مراكز الاحتجاز.

وعلى الرغم من إعلان وزارة الداخلية عن تشكيل لجان تحقيق في الحوادث الثلاث لكشف الملابسات، إلا أنها لم تعلن حتى الآن عن اتخاذ أي إجراء أو الوصول إلى أي حكم قضائي بحق المتورطين في جرائم القتل تحت التعذيب. هذا بالإضافة إلى الانتهاكات وعمليات التعذيب الأقل وطأة، والتي لا تؤدي إلى الوفاة ولا تحظى باهتمام مماثل، بل يضيع حق أصحابها بشكل أقل ضجة.

مشاركة المقال: