في خطوة تعتبر تاريخية، منحت إيطاليا الضوء الأخضر لبناء جسر مضيق ميسينا، الذي من المتوقع أن يصبح أطول جسر معلق في العالم عند اكتماله. تعود فكرة إنشاء هذا الجسر إلى عام 1969، إلا أنها شهدت سلسلة من التأجيلات والإلغاءات على مر العقود.
في عام 2023، أعادت حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إحياء المشروع، معتبرةً إياه مشروعًا استراتيجيًا يعكس طموحات إيطاليا في مجال البنية التحتية. ووفقًا للتصاميم المقترحة، سيمتد الجسر لمسافة تقارب 3.7 كيلومترات، منها 3.3 كيلومترات معلقة، مما يجعله يتفوق على جسر تشاناكالي التركي، الذي يحمل حاليًا الرقم القياسي.
سيضم الجسر أربع حارات مرور مزدوجة بالإضافة إلى سكة حديدية مزدوجة، مما سيتيح عبور 6 آلاف سيارة في الساعة و200 قطار يوميًا. يهدف هذا المشروع الضخم، الذي تقدر تكلفته بحوالي 15.5 مليار دولار، إلى تسهيل حركة النقل بين صقلية وبقية الأراضي الإيطالية، وإنهاء عقود من الاعتماد على العبارات كوسيلة وحيدة لعبور المضيق.
من المتوقع أن يكتمل العمل في المشروع بحلول عام 2032، ليصبح إنجازًا هندسيًا بارزًا على مستوى العالم. بالإضافة إلى دوره في تقليل وقت السفر وتعزيز الاتصال بين الجزيرة والبر الرئيسي، من المتوقع أن يكون للجسر تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي، من خلال تعزيز السياحة وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى توفير آلاف فرص العمل خلال مرحلة البناء.
ومع ذلك، يواجه هذا المشروع العملاق بعض التحديات، حيث يقع مسار الجسر المزمع إنشاؤه فوق صدع ميسينا، الذي تسبب في زلزال مدمر عام 1908 أودى بحياة عشرات الآلاف. وعلى الرغم من هذه المخاطر، أكدت شركة WeBuild، المسؤولة عن التنفيذ، أن الجسور المعلقة تتمتع بقدرة عالية على مقاومة النشاط الزلزالي، مستشهدة بتجارب ناجحة في اليابان وتركيا وكاليفورنيا.
(اخبار سوريا الوطن 2-وكالات ووسائل اعلام)