الجمعة, 15 أغسطس 2025 07:52 PM

مشروع طموح في حلب: إنشاء حي ثقافي شامل يجمع بين الأصالة والمعاصرة

مشروع طموح في حلب: إنشاء حي ثقافي شامل يجمع بين الأصالة والمعاصرة

في حوار خاص، كشف مدير الثقافة في حلب عن طموح المديرية لإنشاء حي ثقافي واسع يعكس هوية المدينة، جامعًا بين ماضيها العريق ورؤيتها المستقبلية. وأوضح العبسي أن المشروع سيضم دار أوبرا، ومكتبة ضخمة، وسوقًا تراثيًا يعرض المهن التقليدية والمنتجات الزراعية المحلية، بالإضافة إلى مطاعم تقدم المطبخ الحلبي الأصيل، وفندقًا يعكس الطابع المعماري للمدينة، فضلًا عن دار رقمية للغة العربية لدعم تعليمها للأطفال بأساليب حديثة.

التراث الحلبي: جوهر الهوية

أكد العبسي أن تراث حلب، المادي وغير المادي، يمثل ثلث التراث السوري وأكثر من نصف حضارة بلاد الشام، مشددًا على أهمية الحفاظ عليه من خلال جهد مؤسسي متواصل. وكشف عن خطط لتجهيز مساحات مخصصة لعرض التراث والاحتفاء به، وذلك ضمن استراتيجية وزارة الثقافة ومديرية الثقافة في حلب، معتمدًا في هذه المشاريع على شباب حلب، الذين وصفهم بأنهم "رهان المستقبل". وأشار إلى أن المؤسسات الثقافية السورية ستعمل على أن تكون بوابة أمل مفتوحة أمام الشباب، وتقديم الدعم للمواهب في مجالات الفن والأدب والإبداع.

كما أكد العبسي على سعي المديرية لدمج التراث بالوسائل العصرية، مثل الميتافيرس والواقع الافتراضي والمسابقات التفاعلية، وصولًا إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدم الموروث الثقافي بأسلوب جذاب للجيل الجديد. ورغم الأولوية لتلبية الاحتياجات المعيشية للمواطنين، أكد العبسي أن المديرية تعمل على إعادة الحياة إلى المواقع المتضررة، مستشهدًا بدار رجب باشا، التي تحولت، رغم دمارها بنسبة 60%، إلى مركز ثقافي حيوي بجهود المتطوعين وإشراف المديرية.

توثيق المهن التقليدية المهددة بالاندثار

وفيما يتعلق بالمهن التراثية، أوضح العبسي أن مشروع توثيق المهن التقليدية المهددة بالاندثار لم يبدأ بعد، ولكنه مدرج على جدول الأعمال بالتعاون مع منظمات محلية ودولية. وسيتناول المشروع تطور صناعات مثل الحرير، والسجاد، والنسيج، والغار. وتتجه المديرية نحو تنظيم مهرجانات ومعارض متخصصة للحرف التقليدية، بعد حصر المهن وأصحابها، والعمل على تطويرها وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية مستدامة.

وشدد العبسي على أن الثقافة ملك للمجتمع، وأن إدارة التنوع الثقافي في حلب تتطلب شراكات واسعة مع المجتمع المدني والمؤسسات الفاعلة.

التحديات الراهنة وخطط المستقبل

أقرّ العبسي بأن ضعف الإمكانات المادية وتضرر البنى التحتية يمثلان أبرز التحديات، لكنه أشار إلى أن وتيرة النهوض الحالية أسرع من الفترات السابقة، مع توقع تسارعها مع انطلاق المشاريع الكبرى. واختتم مدير الثقافة حديثه برسالة إلى المجتمع المحلي: "المجتمع المحلي هو المؤتمن على الثقافة والهوية، وهو شريكنا في النهوض بالمدينة. بثقافة هذا المجتمع وإبداعه سنضع أهدافًا تليق بعظمة حلب وأهلها".

مشاركة المقال: