السبت, 16 أغسطس 2025 05:19 PM

في دير الزور: هل يمثل الإنترنت الفضائي حلاً لأزمة الشبكات الأرضية والخلوية المتردية؟

في دير الزور: هل يمثل الإنترنت الفضائي حلاً لأزمة الشبكات الأرضية والخلوية المتردية؟

بين التكلفة الأولية المرتفعة والسعر الشهري المنافس: هل الإنترنت الفضائي هو الحل؟ يرى العديد من سكان دير الزور في الإنترنت الفضائي مخرجاً لأزمة الاتصالات والإنترنت المتفاقمة، بينما يعتبره آخرون باهظ الثمن ولا يتناسب مع إمكانياتهم المادية. ومع ذلك، يبدو أنه الخيار الوحيد المتاح في ظل التدهور المستمر في خدمات الإنترنت والاتصالات، سواء الأرضية أو الخلوية.

يصف "باسل"، وهو موظف حكومي من سكان المدينة، وضع الاتصالات بأنه سيء للغاية على شبكتي "إم تي إن" و"سيرياتيل" الخلويتين. ويضيف لـ"سناك سوري" أن خدمة البوابات ADSL ليست أفضل حالاً، فالإنترنت ضعيف جداً ويتوقف مرتين يومياً على الأقل، لمدة تتراوح بين الساعة والساعتين أحياناً.

ويشير "باسل" إلى أن شركات الاتصالات ملزمة بتقديم خدمات جيدة والوفاء بالتزاماتها تجاه المشتركين الذين يسددون الفواتير شهرياً بانتظام، لكنه لم يشهد أي تحسن، بل على العكس، الوضع يزداد سوءاً.

أما "عائشة"، وهي عاملة عن بعد مع مدونة عربية، فتقول إنها تضطر أحياناً لإعادة الاتصال مرتين أو ثلاث مرات بسبب انقطاع الخط. وتضيف أن الإنترنت ضعيف لدرجة أنه لا يمكن تحميل صورة إلا بعد ربع ساعة أحياناً، وفي الوقت نفسه، فإن تكاليف الباقات مرتفعة جداً، وتتفاجأ بأن باقتها تنتهي خلال أسبوع أحياناً رغم سوء الخدمة.

انتشر الإنترنت الفضائي في معظم المناطق السورية بعد سقوط النظام، وكان موجوداً بالفعل في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وفي وقت لاحق، وصل إلى المدينة، ويبدو أن الإقبال عليه جيد إلى حد ما، خاصة بين العاملين عن بعد الذين تتطلب وظائفهم شبكة إنترنت جيدة على مدار اليوم.

"فاروق"، وهو صحفي من دير الزور، يقول إنه لجأ إلى تركيب الإنترنت الفضائي، وكلفه ذلك 80 دولاراً في البداية، تشمل أجور التركيب والكابل والصحن والراوتر. ويدفع شهرياً 8 دولارات للباقة المفتوحة بسرعة 2 ميغا، مضيفاً أن الرسوم الشهرية تتراوح بين 8 و 20 دولاراً حسب السرعة المطلوبة.

ويرى "فاروق" أن الرسوم الشهرية للإنترنت الفضائي منخفضة مقارنة بأسعار الباقات الأخرى، كما أن السرعة أفضل بكثير، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في تكاليف التركيب الأولية، فمبلغ 80 دولاراً (حوالي 800 ألف ليرة سورية) يعتبر كبيراً بالنظر إلى الدخل الشهري لمعظم الموظفين والعاملين في القطاع الخاص، الذين قد لا تتجاوز رواتبهم 100 دولار بعد الزيادات الأخيرة.

وفي شهر تموز الماضي، أصدرت "الهيئة الناظمة للاتصالات" قراراً بمنع حيازة محطات الإنترنت "ستارلينك" وغيرها من خدمات الإنترنت الفضائي دون الحصول على ترخيص مسبق منها، مؤكدة أن ذلك مخالف للقانون ويعرض للمساءلة.

وقبل ذلك، في شهر كانون الثاني الماضي، قال المكلف بإدارة الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد "عاطف الديري"، إن حيازة أجهزة starlink واقتناءها سيعرض مالكيها للمساءلة القانونية. وأضاف في لقاء مع راديو أرابيسك إف إم حينها، أن خدمة wifi outdoor هي شبكة لاسلكية ليس لها ارتباط بخط الهاتف وهي تجربة موجودة في مناطق الشمال السوري ورائدة، لافتاً أن هذه الخدمة متوفرة حصراً عن طريق الانترنت المتوفر عبر الشركة السورية للاتصالات دون أي مصادر أخرى.

وأضاف أنهم لن يسمحوا بخدمة الـ wifi outdoor في المناطق المخدمة بال adsl مؤقتاً، والأولوية الآن للمناطق الغير مخدّمة بالانترنت.

يذكر أن معظم المحافظات السورية تعاني من سوء كبير في خدمات الإنترنت والاتصالات، ورغم وعود وزارة الاتصالات بتحسينها، إلا أنه لا توجد أي بوادر لذلك حتى الآن. وفي المقابل، فإن تكاليف الباقات الشهرية كبيرة وقد تصل إلى أكثر من 200 ألف ليرة، أي ثلاثة أضعاف رسوم الإنترنت الفضائي.

سناك سوري

مشاركة المقال: