السبت, 16 أغسطس 2025 11:59 PM

حمص: محاضرة تستكشف الفن الإسلامي وإحياء الزي التراثي السوري للحفاظ على الهوية الثقافية

حمص: محاضرة تستكشف الفن الإسلامي وإحياء الزي التراثي السوري للحفاظ على الهوية الثقافية

استضاف قصر الثقافة في حمص محاضرة بعنوان "كيف ننظر إلى الفن الإسلامي؟ مقاربة نقدية لتجاوز المعايير الغربية وسبل إحياء الزي التراثي السوري ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية"، بتنظيم من مؤسسة "نقش التغيير" بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين بحمص، وشهدت حضوراً لافتاً من المعنيين والمهتمين.

وفي إطار مبادرة "خبرتك لأهل بلدك"، قدمت الباحثة في تاريخ الفن والعمارة الإسلامية بجامعة فيكتوريا بكندا وعضو فريق تطوير الهوية البصرية السورية هلا قصقص، عرضاً حول العلاقة بين الإدراك البصري والسياق التاريخي والبنية الرمزية التي تحكم إنتاج الفن الإسلامي وتلقيه. كما طرحت أسئلة حول تعريف وتحليل هذا الفن، مع التركيز على عدم الاكتفاء بالقراءة الشكلية للأعمال الفنية أو اختزالها في وظيفتها الدينية.

أكدت قصقص على أهمية التمييز بين النظر إلى الفن الإسلامي كفن ديني مكرس للمقدسات، وفهمه كفن حضاري نشأ في بيئة تستمد مرجعيتها من الإسلام، ويشمل العمارة والزخرفة والمصنوعات اليدوية والخط والمخطوطات والفنون البصرية غير المرتبطة بنص مقدس أو مؤسسة دينية.

كما تناولت تنوع الوسائط الفنية في العالم الإسلامي وتعدد الأقاليم التي شهدت تطور هذا الفن، مع التأكيد على عدم وجود أسلوب واحد مهيمن، بل أنماط بصرية مختلفة تشترك في عناصر جوهرية كالتجريد والتكرار والتناظر. وأشارت إلى أن هذا التنوع شمل الفنون الأندلسية والمغربية والعثمانية، مع إدماج التأثيرات المحلية في إطار مفاهيمي موحد من حيث المرجعية الدينية.

وفي محور العلاقة بين الفن والعلم في التاريخ الإسلامي، أوضحت المحاضِرة أن كثيراً من عناصر الفن الإسلامي، وخاصة في العمارة والزخرفة، تستند إلى معرفة دقيقة بالرياضيات والهندسة والبصريات. واستعرضت نماذج لفنون مخطوطات ومنمنمات وزخارف نباتية وهندسية، تشير إلى مستويات متعددة من التواصل بين النص البصري والنص المكتوب، وبين الفن والأدب، وبين الشكل والمضمون، كما شملت أمثلة على ارتباط هذه الأعمال بأنظمة رعاية مؤسساتية، كالأوقاف والمدارس، وبينت كيف أن الإنتاج الفني كان جزءاً من بنية الدولة والمجتمع، وليس ظاهرة فردية أو تجارية فقط.

ودعت الباحثة قصقص إلى دراسة الفن الإسلامي في سياقاته التاريخية، واعتماد منهجيات متقاطعة تشمل تاريخ الفن والأنثروبولوجيا والعمارة والدراسات الدينية والتاريخ السياسي، لفهم الدلالات الرمزية والمعرفية التي تحملها هذه الأعمال.

من جهتها، تحدثت عايدة دالاتي، الباحثة والخبيرة في الزي التراثي السوري والجامعة له منذ ٤٥ عاماً، عن سبل إحياء الزي التراثي السوري ودوره في الحفاظ على الهوية الثقافية، وأشارت إلى التعاون مع وزارة الثقافة لإنشاء متحف للفلكلور السوري من اللباس، وتنفيذ برامج توعية مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتدريب النساء الراغبات في إنتاج مختلف الأزياء التراثية السورية، مستعرضة تاريخ وحكاية النقوش والزخارف في عدد من القطع التراثية للباس السوري.

كما تضمنت الفعالية عرضاً موجزاً للتعريف بمؤسسة "نقش التغيير" ومبادرة "خبرتك لأهل بلدك"، بالإضافة إلى مداخلات من الحضور حول سبل الحفاظ على الهوية الثقافية.

مشاركة المقال: