الخميس, 21 أغسطس 2025 06:33 AM

التقارب التوافقي: نظرة على أول تأمل عالمي للسلام وأثره الرمزي

التقارب التوافقي: نظرة على أول تأمل عالمي للسلام وأثره الرمزي

في السادس عشر من آب، قبل ثمانية وثلاثين عامًا، شهد العالم حدثًا فريدًا: "التقارب التوافقي". اتحد آلاف البشر من مختلف أنحاء العالم، من أوهايو الأمريكية والمكسيك إلى أوروبا وآسيا، في أول تأمل عالمي متزامن للسلام، استجابةً لاصطفاف الكواكب في السماء.

اعتبر منظمو الحدث أن هذا التجمع ليس مجرد لقاء عابر، بل بداية عهد جديد يسوده التناغم الروحي والسلام. فهل كان هذا الحدث كونيًا حقًا، أم مجرد حلم جميل؟

التقارب التوافقي وتقويم المايا والأزتك

ارتبط الحدث بتأويلات لتقويم المايا والأزتك. أعلن المفكر المكسيكي-الأمريكي José Argüelles أن يومي 16 و17 أغسطس 1987 يمثلان نهاية "دورات الجحيم" وبداية زمن جديد، داعيًا البشر إلى الاجتماع للصلاة والتأمل من أجل مستقبل أفضل. استجاب الآلاف وشاركوا في أكثر من 350 موقعًا مقدسًا حول العالم.

انتقادات وآراء معارضة

لم يخلُ الحدث من الانتقادات، حيث أكد علماء الفلك أن الاصطفاف المزعوم ليس ظاهرة فلكية استثنائية. واعتبر البعض أن الحدث أقرب إلى الأساطير والتنجيم منه إلى العلم. ورأى آخرون أن التقارب التوافقي تحول إلى "مهرجان روحي" لم يقدم حلولًا واقعية.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا جذب هذا الحدث هذا الاهتمام؟ الجواب يكمن في حاجة الإنسان المعاصر إلى الطمأنينة ورؤية أناس من مختلف الأعراق والديانات يجتمعون من أجل السلام، حتى وإن كان ذلك مدفوعًا بمبالغات فلكية. لقد كشف التقارب التوافقي عن بحث العالم عن أمل في السلام الجماعي.

رؤية دينية للسلام

السلام هو جوهر الرسالة الإلهية في مختلف الأديان. ربما ظن منظمو التقارب التوافقي أن اصطفاف الكواكب قادر على تغيير مصائر البشرية، بينما تعلمنا الأديان أن التغيير يبدأ من داخل الإنسان. فالسلام ليس نتاج حركة النجوم، بل ثمرة العدل والإحسان.

أثر ممتد للحدث

قد لا يكون التقارب التوافقي قد أحدث تحولًا ملموسًا في السياسة العالمية، لكنه ترك أثرًا رمزيًا باعتباره جرس إنذار: أن البشرية ما تزال تتوق إلى معنى جماعي للسلام. وقد لا يكون هذا التقارب دقيقًا في حساباته الفلكية، لكن رمزيته تكشف عن حاجة البشر الدائمة إلى التلاقي حول فكرة السلام. فالسلام ليس اصطفاف كواكب، بل اصطفاف للقلوب، وإقامة للعدل، ونشر للرحمة.

مشاركة المقال: