شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا، يوم السبت 16 آب، دخول قافلة محروقات جديدة، بالتزامن مع عملية إجلاء مدنيين. وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن القافلة تتكون من ثلاثة صهاريج محملة بالبنزين، وقد دخلت عبر ممر بصرى الشام الإنساني.
بالتوازي، نظم الدفاع المدني عملية إخراج عدد من المدنيين من محافظة السويداء عبر ممر بصرى الشام، بالتعاون مع الجهات الحكومية، دون وجود إحصائية دقيقة لعدد الذين تم إجلاؤهم.
وذكر مصدر في الدفاع المدني بدرعا لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن فرق الدفاع المدني عملت على توفير الترتيبات اللازمة لعبور الأهالي، وتقديم المساعدة من نقل وإسعاف أولي وتأمين الاحتياجات الأساسية، مؤكداً استمرار الجهود لتأمين خروج المدنيين بالتنسيق مع الجهات المعنية.
يأتي ذلك بعد خروج مظاهرات في المدينة تطالب بـ"تقرير المصير" وترفع أعلامًا إسرائيلية.
قافلة مساعدات سبقتها
سبقت قافلة المحروقات قافلة مساعدات إنسانية ضمت 11 شاحنة محملة بالطحين إلى محافظة السويداء، من معبر بصرى الشام الإنساني، صباح اليوم. وأفاد مراسل عنب بلدي أن المساعدات الانسانية تم إدخالها بإشراف من الهلال الأحمر السوري وجرى ترفيقها بمؤازرة من الأمن العام في محافظة درعا، بدءًا من دمشق حتى وصلت إلى معبر بصرى الشام الإنساني، ودخلت السويداء من قرية برد جنوبي المحافظة.
وأعلن الهلال الأحمر السوري اليوم عن إدخال 450 طن طحين للسويداء يومي الجمعة والسبت 15 و16 من آب، ضمن استجابته الإنسانية للمنطقة الجنوبية، وذلك بدعم من برنامج الغذاء العالمي ومتبرعين عن طريق الصليب الأحمر اللبناني.
الوضع الأمني
أكد مراسل عنب بلدي في درعا أن اليوم لم يشهد أي اشتباكات في مدينة السويداء، وسط هدوء حذر. وذكر أن مساء الأمس شهد تبادلًا لإطلاق النار بين الأمن العام والفصائل المحلية في السويداء على محاور بداما وقراصة غربي المحافظة، بالإضافة إلى بلدة نجران في ريف السويداء.
ينتشر الأمن العام السوري ويسيطر على كامل الحدود الادارية من الجهة الغربية والشمالية بين محافظتي درعا والسويداء باستثناء بعض الثغرات.
مظاهرات تنادي بالاستقلال
نشرت شبكات محلية تسجيلات لمظاهرة شهدتها "ساحة الكرامة" في مدينة السويداء، رفعت أعلام طائفة الموحدين الدروز والعلم الإسرائيلي، تحت شعار "حق تقرير المصير". ورفعت المظاهرة شعارات ترفض "الفدرالية" وتطالب بـ"الاستقلال التام" عن سوريا، وسط هتافات تحيي شيخ الطائفة حكمت الهجري.
ورفض المتظاهرون وجود الحكومة السورية في السويداء، معتبرين أنها تعبر عن "جهاديين" و"دواعش". وهذه هي المرة الأولى التي تخرج بها حشود بهذا العدد داخل محافظة السويداء للمطالبة بالاستقلال والانفصال عن سوريا.
وبالتزامن، خرجت مظاهرة أخرى في شهبا بمحافظة السويداء، طالب المشاركون فيها بفتح معبر إنساني عاجل، وتشكيل لجنة تحقيق دولية، بالإضافة إلى إنهاء وجود ما وصفوه بـ"سلطة الأمر الواقع في السويداء" والإفراج الفوري عن المعتقلين. وطالب مشاركون من ضمنهم عدد من شيوخ العقل في الطائفة بـ"حق تقرير المصير واستقلال السويداء عن سوريا" مرددين :"السويداء تريد الاستقلال".
متى بدأت الأحداث؟
شهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في محافظة السويداء. وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 من تموز. تطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة ما استدعى تدخل الحكومة التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا للحكومة في السويداء ودمشق، لتعود الانتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية، التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.
وتسير الأوضاع في السويداء إلى التهدئة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تعاني المحافظة من أوضاع إنسانية صعبة. وتواجه الحكومة السورية اتهامات بفرض حصار إنساني وعسكري على السويداء، إلا أنها تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات.