الإثنين, 18 أغسطس 2025 10:28 PM

من ميونيخ إلى دمشق: رحلة شاب سوري بدراجته الهوائية شوقاً للوطن

من ميونيخ إلى دمشق: رحلة شاب سوري بدراجته الهوائية شوقاً للوطن

وصل الشاب السوري المغامر محمد مأمون خليل، ابن بلدة عرطوز في ريف دمشق وأحد أبناء الجولان السوري المحتل، إلى العاصمة دمشق على متن دراجته الهوائية، منهياً بذلك رحلة استثنائية استغرقت 41 يوماً. انطلق خليل في رحلته من مدينة ميونخ الألمانية، قاطعاً مسافة تزيد عن 3500 كيلومتر عبر تسع دول أوروبية قبل أن يصل إلى الشرق الأوسط.

وفي تصريح لـ"زمان الوصل"، أوضح خليل، الذي غاب عن وطنه لمدة ثماني سنوات بسبب التهجير، أن فكرة هذه الرحلة كانت تراوده منذ سنوات طويلة، وبدأ التخطيط لها منذ سقوط النظام، لتكون تعبيراً عن الشوق والحنين إلى الوطن، وتخليداً لذكرى الشهداء وانتصاراً للثورة على الظلم والاستبداد.

وعن التحديات التي واجهته خلال الرحلة، أشار الرحالة السوري إلى أنه اضطر إلى اجتياز تضاريس وعرة، ومواجهة تقلبات جوية قاسية من الشمس الحارقة إلى الأمطار الغزيرة، بالإضافة إلى الأعطال الميكانيكية التي تعرضت لها دراجته وخطر الحيوانات البرية، فضلاً عن معاناته من خسارة الوزن ونقص السوائل في جسمه. ورغم كل هذه الصعوبات، أصر على إكمال رحلته بمفرده حتى النهاية.

وأكد خليل أن لحظة وصوله إلى الحدود السورية كانت الأجمل في حياته، حيث انتابه شعور ممزوج بالخوف والحنين والشوق. وقد استقبله العشرات من الأهالي في ساحة الأمويين بدمشق، حيث قام برفع دراجته وسط أجواء احتفالية.

واختتم خليل رسالته بدعوة الشباب السوري إلى التكاتف من أجل إعادة بناء الوطن، قائلاً: "الوطن بحاجة إلى أبنائه، بحاجة إلى سواعد الشباب، لنكن يداً واحدة لإعادة البناء، وقلباً واحداً لنهضة سوريا الجديدة".

إن رحلة محمد مأمون خليل لم تكن مجرد مغامرة رياضية، بل حملت أبعاداً إنسانية ووطنية عميقة، لتصبح مصدر إلهام للشباب السوري والعربي، ورسالة أمل بأن الطريق إلى الأوطان قد يكون مليئاً بالعقبات، ولكنه في النهاية يستحق كل تعب ومشقة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: