الخميس, 21 أغسطس 2025 06:33 AM

الدولة والسلطة: تكامل أم تهديد؟ نظرة في العلاقة بينهما

الدولة والسلطة: تكامل أم تهديد؟ نظرة في العلاقة بينهما

يرى المهندس نضال رشيد بكور أن الإنسان لا يستطيع العيش بدون نظام يحقق له الأمن والاستقرار، ومن هنا نشأت الدولة كإطار جامع للجماعة على أرض محددة تحت سلطة واحدة.

ومع أن السلطة تعتبر شرطاً ضرورياً لقيام الدولة، إلا أنها قد تتحول إلى خطر يهددها إذا تحولت إلى استبداد. وهذا يثير التساؤل: هل تقوم الدولة بفضل السلطة، أم أن السلطة قد تهدم الدولة؟

لا وجود للدولة بدون سلطة، فهي تقوم على ثلاثة عناصر: الأرض، المواطنون، والسلطة. والسلطة تتجسد في ثلاث هيئات: هيئة تشريعية تضع القوانين، وهيئة تنفيذية (الحكومة) تسهر على تطبيق التشريعات، ورئيس الدولة الذي يمثل الوحدة والسيادة.

بدون هذه السلطة، تفقد الدولة معناها، فلا حماية للأرض ولا حقوق للمواطنين. ولكن على النقيض من ذلك، قد تتحول السلطة إلى تهديد إذا انحرفت عن غايتها. فإذا احتكرتها جهة واحدة أو استُخدمت ضد المواطنين، فإنها تصبح أداة قمع وتؤدي إلى زعزعة الثقة بين الشعب والدولة.

عندها تفقد الدولة استقرارها وتنقسم عناصرها، ولا تكفي السلطة وحدها لضمان وجودها. إذن، العلاقة بين الدولة والسلطة هي علاقة تكامل: لا دولة بلا سلطة تنظمها وتحميها، ولا سلطة بلا دولة تمنحها الشرعية.

غير أن السلطة يجب أن تكون موزعة بين التشريع والتنفيذ ورئيس الدولة، وأن تخدم الصالح العام لا المصالح الخاصة، حتى تظل الدولة قوية وعادلة.

وخلاصة القول: يمكن القول إن الدولة كيان مركب من أرض ومواطنين وسلطة، والسلطة وسيلة لتنظيم الدولة وحمايتها. غير أن نجاح العلاقة بينهما يتوقف على التوازن والشرعية، بحيث تبقى الدولة إطاراً للعدل والحرية، والسلطة وسيلة لتحقيق الاستقرار لا أداة للاستبداد.

(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: