السبت, 23 أغسطس 2025 07:46 AM

دبي تستقطب 9800 مليونير هذا العام: لماذا يتدفق الأثرياء إلى مدينة الرفاهية؟

دبي تستقطب 9800 مليونير هذا العام: لماذا يتدفق الأثرياء إلى مدينة الرفاهية؟

تستقطب إمارة دبي أعداداً متزايدة من الأثرياء من مختلف أنحاء العالم، الذين يختارون الاستقرار فيها للاستفادة من غياب الضرائب على الدخل والتمتع بأسلوب حياة فاخر يصعب تحقيقه في أماكن أخرى.

لطالما رحبت الإمارات، وخاصة دبي، بالأثرياء من الدول المجاورة. ومع ذلك، أكد عاملون في شركات تقدم خدمات للأثرياء المستقرين في دبي لوكالة فرانس برس أن المدينة تشهد حاليًا زيادة ملحوظة في عدد الوافدين الغربيين.

وتقدر شركة الاستشارات "هينلي آند بارتنرز" أن الإمارات ستستقبل هذا العام حوالي 9800 مليونير، وهو رقم غير مسبوق يتجاوز أي مكان آخر في العالم.

يعود جاذبية الإمارات للأثرياء إلى الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي توفره، بالإضافة إلى معدلات الجريمة المنخفضة جدًا، والبيئة المريحة للأعمال، وغياب ضريبة الدخل، وسهولة الوصول إلى وسائل الرفاهية.

وتتيح الدولة الغنية بالنفط برنامج التأشيرة الذهبية بهدف جذب الأجانب الأثرياء وذوي الكفاءات العالية، من خلال منحهم إقامة تصل إلى عشر سنوات.

يقول مايك كودي، رئيس شركة "سكايباوند ويلث مانجمنت" المتخصصة في إدارة ثروات أصحاب الملايين، إن بعض عملائه يشعرون بأن "النجاح أصبح عبئًا في بلدانهم".

وأضاف كودي أن عملاءه في لندن يتحدثون بحذر عن ثرواتهم، بينما "في دبي، الثراء لا يُخبأ، بل أصبح أمرًا عاديًا" ويمكنهم "العيش بحرية".

يرتبط اسم دبي باستعراض الثراء المبالغ فيه، خاصة بعد أن أصبحت وجهة رئيسية لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يشاركون مظاهر الرفاهية فيها مع متابعيهم.

تضم المدينة العديد من مراكز التسوق، أحدها ضخم بداخله منطقة تزلج مغلقة، وأطول ناطحة سحاب، وحتى أول فندق سبع نجوم في العالم.

يشرح كودي أن معظم عملائه الذين ينتقلون إلى الإمارات في الثلاثينات والأربعينات من العمر، بمن فيهم مؤسسو شركات تكنولوجيا والجيل الثاني لأصحاب الأعمال، بالإضافة إلى مستشارين ومديري صناديق استثمار.

انتقل أحد هؤلاء، وهو مؤسس شركة للبرمجيات السحابية يبلغ 42 عامًا، إلى الإمارات قادمًا من بريطانيا التي أصبحت من أبرز مصدري الأثرياء، خوفًا من الضرائب المطبقة على مبيعات شركته.

من المتوقع أن تفقد بريطانيا عددًا قياسيًا من أصحاب الملايين قد يبلغ 16500 مليونير هذا العام، وفقًا لتقرير صادر عن شركة "هينلي آند بارتنرز"، في ظل التغييرات الوشيكة الأخرى على قوانين الضرائب والميراث.

اضطر البعض، وفقًا لقوله، لمغادرة بريطانيا وسط فرض السلطات قيودًا على وضع "غير المقيمين"، أي من يعيشون داخل بريطانيا لكن إقامتهم الدائمة في الخارج، والذين يستفيدون من ثغرة لتجنب الضريبة على الدخل المكتسب خارج البلاد. ومن أبرز من غادروا بريطانيا هذا العام، الملياردير جون فريدريكسن.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بادكو للتطوير العقاري ماكس ماكسويل في بودكاست بعنوان "بناء ثروة بلا حدود" عن انتقاله إلى دبي: "جميعنا نسعى لأسلوب حياة أفضل".

وأضاف: "لنفترض أنك تدفع 10 آلاف دولار شهريًا للعيش هنا (في دبي)... يمنحك هذا المبلغ نمط حياة أفضل مما عهدناه في الولايات المتحدة الأميركية".

يوضح فيليب أمارانتي من "هينلي آند بارتنرز" في دبي أن الأثرياء يسعون للحفاظ على ثرواتهم ونمط حياتهم، ويبحثون عن سهولة تسيير أعمالهم بـ"بيروقراطية قليلة".

وأضاف أمارانتي أن الإمارات قدمت نفسها عبر رسالة واضحة وبسيطة: "نحن منفتحون على الأعمال".

يقول رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في شركة "نايت فرانك" للاستشارات العقارية فيصل دوراني إن الأثرياء من مختلف أنحاء العالم باتوا يصطحبون عائلاتهم وأعمالهم ومكاتبهم الخاصة إلى دبي، مضيفًا أن هذا "أمر جديد".

تندرج دبي في قائمة نشرها موقع "هنلي أند بارتنرز" تضم أكثر 20 مدينة مستقطبة للأثرياء في العالم، وتستضيف نحو 81200 مليونير و20 مليارديرا.

ويضيف دوراني أنه تم بيع 435 عقارًا في دبي العام الماضي بقيمة 10 ملايين دولار أو أكثر، متجاوزة نيويورك ولندن مجتمعتين، ما جعل دبي السوق الأكثر نشاطًا في العالم في قطاع العقارات الفاخرة، والتي لا تزال أسعارها معقولة نسبيًا مقارنة بالغرب.

ويوضح أن المشترين القادمين من أماكن مثل موناكو وسويسرا اعتادوا البحث عن شقة فاخرة بسعر 100 مليون دولار، "بينما في دبي، يمكنك شراء مبنى كامل بهذا المبلغ".

مشاركة المقال: