الجمعة, 22 أغسطس 2025 11:18 PM

دراسة تكشف: فقدان الشم قد يكون علامة مبكرة للزهايمر والخلل يكمن في 'الموضع الأزرق' بالدماغ

دراسة تكشف: فقدان الشم قد يكون علامة مبكرة للزهايمر والخلل يكمن في 'الموضع الأزرق' بالدماغ

كشفت دراسة حديثة أن فقدان حاسة الشم قد يكون من أولى العلامات التحذيرية لمرض الزهايمر. الدراسة، التي سعى الباحثون من خلالها إلى فهم أسباب هذا التغيير الحسي، أشارت إلى أن المشكلة لا تكمن بالضرورة في الأنف أو البصلة الشمية، كما كان يُعتقد سابقًا، بل في منطقة صغيرة بالدماغ تُعرف باسم "الموضع الأزرق" (LC).

التركيز على الموضع الأزرق

أجرى باحثون في المركز الألماني للبحوث الشمية و"جامعة لودفيغ ماكسيميليانز" في ميونخ دراسة لفهم سبب فقدان الشم قبل ظهور أعراض الزهايمر التقليدية، مثل فقدان الذاكرة. وأوضح الدكتور لارس بايجر أن الموضع الأزرق ينظم العديد من العمليات الفسيولوجية، بما في ذلك تدفق الدم الدماغي، ودورات النوم والاستيقاظ، والمعالجة الحسية، بما في ذلك الشم.

تجربة على نموذج الفئران

استخدم الباحثون نموذجًا لفئران يحاكي علامات مبكرة مشابهة للزهايمر البشري، وركزوا على المحاور العصبية الطويلة الممتدة من الموضع الأزرق إلى البصلة الشمية. هذه المحاور لا تنقل الإشارات الشمية مباشرة، بل تطلق ناقلًا عصبيًا يُسمى النورأدرينالين لضبط الانتباه والإثارة.

أظهرت الدراسة أن هذه المحاور بدأت بالتدهور، على الرغم من بقاء الخلايا العصبية سليمة، بسبب تعبير غير طبيعي عن مركب فوسفاتيديل سيرين على سطح الخلايا، ما جذب الخلايا الدبقية الصغيرة (الخلايا المناعية في الدماغ) لابتلاع المحاور، مما أدى إلى اضطراب الإشارات الشمية وفقدان القدرة على اكتشاف الروائح.

تأكيد النتائج لدى البشر

للتحقق من صحة النتائج لدى البشر، فحص الباحثون أنسجة دماغية لأشخاص توفوا بعد إصابتهم بالزهايمر، ووجدوا علامات مماثلة على محاور الخلية الزرقاء ونشاط الخلايا الدبقية الصغيرة في البصلة الشمية. كما أظهرت فحوصات التصوير الدماغي لمرضى الزهايمر المبكر أو الضعف الإدراكي الخفيف اضطرابات مشابهة في مسار الموضع الأزرق والبصلة الشمية.

أهمية الاكتشاف للتشخيص المبكر

تشير الدراسة إلى أن التغيرات المبكرة في الألياف العصبية بين الموضع الأزرق والبصلة الشمية تؤدي إلى تفعيل الخلايا الدبقية لتفكيك المحاور المتضررة. ويأمل الباحثون أن يُستخدم هذا الاكتشاف لتطوير أدوات فحص تعتمد على حاسة الشم، بالإضافة إلى علاجات وقائية تستهدف الخلل المناعي في مراحل مبكرة، قبل ظهور أعراض الإدراك التقليدية.

أكد يواكيم هيرمس، قائد فريق البحث، أن نتائج الدراسة قد تفتح الطريق للكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين لخطر الزهايمر، وتمكينهم من الخضوع لاختبارات تشخيصية مبكرة، مما يتيح التدخل باستخدام علاجات مثل الأجسام المضادة لأميلويد بيتا، وزيادة احتمالية الاستجابة الإيجابية.

تُبرز هذه النتائج أهمية التركيز على الفحوصات المبكرة وفهم دور الخلايا الدبقية في تطور مرض الزهايمر، ما يفتح أفقًا جديدًا لعلاجات محتملة قبل حدوث تلف عصبي لا يمكن إصلاحه.

مشاركة المقال: