السبت, 23 أغسطس 2025 10:02 PM

قلعة شميميس: تحفة تاريخية تروي حكايات الحضارات في ريف حماة وتنتظر الاهتمام

قلعة شميميس: تحفة تاريخية تروي حكايات الحضارات في ريف حماة وتنتظر الاهتمام

حماة-سانا: تتربع قلعة "شميميس" شمال غرب مدينة السلمية في ريف محافظة حماة، على قمة جبل منفرد ضمن سلسلة جبال العلا. تشرف القلعة بإطلالتها الشامخة على السهول المحيطة، وتسرد تاريخاً عريقاً يعود إلى أواخر القرن الثاني قبل الميلاد.

تعد القلعة، التي شيدها أمراء آل شميسغرام العرب خلال العصر الهلنستي، وشهدت مرور الحضارات الرومانية والأيوبية وصولاً إلى العصر المملوكي، اليوم وجهة سياحية فريدة تجمع بين عبق التاريخ وجمال الطبيعة الخلابة.

حضارات متعاقبة…

تقول ليال خربيط، الحاصلة على ماجستير في السياحة: "بُنيت القلعة على قمة جبل منفرد شمال غرب مدينة السلمية، بتصميم بيضوي يحيط به خندق بعمق 15 متراً وعرض 20 متراً. استخدم في بنائها الحجارة البازلتية السوداء وتقنية الأبراج الداخلية متعددة الطوابق، وتضم بئر ماء ضخمة تدعى جب الهوة كانت تستخدم في فترات الحصار".

وأضافت: "مرت القلعة بالعصر الهلنستي ثم الروماني والأيوبي، ويتضح الطراز الأيوبي على جدرانها وأبوابها، حيث أعاد ترميمها الملك شيركوه الثاني عام 1229 ثم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بعد دمارها على يد المغول".

إطلالة بانورامية…

تصف خربيط إطلالة القلعة على سهول حمص وحماة ووديان نهر العاصي بالخلابة، حيث تكتسي المنطقة بالخضرة والورود في فصل الربيع، مما يجعلها مقصداً للمصطافين والسياح الراغبين في النزهات العائلية وممارسة رياضة التسلق، نظراً لأن الوصول إليها يتطلب صعوداً عبر المرتفعات.

ذاكرة حية…

يعتبر أيمن ياغي، من مدينة السلمية، أن القلعة أصبحت نقطة التقاء للعائلات من مدينة السلمية والقرى المحيطة بها، خاصة في فصلي الربيع والخريف، حيث تنتظر العائلات عطلة نهاية الأسبوع للتنزه حول القلعة. وأشار إلى أن القلعة بقيت في ذاكرة السكان كرمز للقوة والتاريخ، ويطلق عليها "لؤلؤة الطبيعة"، داعياً الجهات المعنية إلى تقديم المزيد من الخدمات في محيط القلعة باعتبارها موقعاً سياحياً ومتنفساً لأبناء منطقة السلمية.

"الشمس الصغيرة" تنتظر إحياءها

لا تزال قلعة شميميس، التي يعود اسمها إلى أسرة آل شميسغرام التي بنتها ويعني "الشمس الصغيرة"، تقف شامخة، تحكي قصة حضارات وأمم تعاقبت على أرض سوريا. وهي اليوم بحاجة إلى دعم كبير لاستثمارها في المجالين الثقافي والسياحي، فحجارتها وموقعها شاهد حي على عظمة هذا التاريخ.

مشاركة المقال: