الأحد, 24 أغسطس 2025 08:03 PM

المبعوث الأمريكي: سوريا بحاجة إلى حلول وسط بين المركزية والفيدرالية

المبعوث الأمريكي: سوريا بحاجة إلى حلول وسط بين المركزية والفيدرالية

صرح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، بأن سوريا قد تحتاج إلى استكشاف بدائل للحكم المركزي الشديد. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن براك قوله للصحفيين في الشهر الماضي إن سوريا تحتاج إلى حل أقل من الفيدرالية، يسمح لجميع المكونات بالحفاظ على وحدتها وثقافتها ولغتها، دون تهديد من "الإسلام السياسي"، على حد تعبيره.

وأضاف براك أن جميع المطلعين على الشأن السوري يؤكدون على ضرورة إيجاد حلول أكثر منطقية. وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية الصادر في 23 أغسطس إلى أن العنف المتصاعد في مناطق سورية مختلفة يغذي مطالب الأقليات بالحكم الذاتي، لافتة إلى التوتر القائم بين حكومة دمشق و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يسعى إلى دولة مركزية بقيادة دمشق، على غرار الهيكل الذي كان قائماً قبل الصراع، معتبرة أن تجدد موجات العنف يهدد هذه الخطط. واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الأوضاع في سوريا تتدهور بدلًا من التحسن الذي كان يأمله السوريون بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024.

ولا يزال جيبان رئيسيان خارج سيطرة الحكومة المركزية في دمشق، وهما الشمال الشرقي الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن، والتي تطالب باللامركزية، بالإضافة إلى السويداء جنوبًا، حيث تتصاعد الأصوات المطالبة بالاستقلال عن سوريا.

وأوضح مدير الشؤون الأمريكية في الخارجية السورية، قتيبة إدلبي، في مقابلة صحفية، أن الحكومة السورية لا ترفض كل أشكال اللامركزية، وأن تعامل الدولة السورية أو الحكومة السورية اليوم مع الحكم، وخاصة الحكم المحلي، ينطلق كثيرًا من مبدأ اللامركزية، وخاصة اللامركزية الإدارية. وأضاف إدلبي: "لا أعتقد أن هناك حقيقةً نقاشًا أو نقاط خلاف حول موضوع اللامركزية الإدارية. مشكلة المركزية في سوريا لم تكن مشكلة قانونية، بل كانت مشكلة سياسية".

"الإدارة الذاتية" ترفض الانتخابات البرلمانية

أصدرت "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، في 24 أغسطس، بيانًا رفضت فيه الانتخابات البرلمانية في البلاد، معتبرة أنها "خطوة شكلية لا تمت للديمقراطية بصلة، ولا تعبّر عن إرادة السوريين بأي شكل من الأشكال".

وجاء في البيان أن العملية الانتخابية الحالية تُقصي قرابة نصف السوريين بفعل التهجير القسري والسياسات الممنهجة لمنع مشاركة المكونات الفاعلة في تقرير مستقبل البلاد، وهو ما يؤكد أنها لا تمثل متطلبات الحل السياسي الشامل. وترد "الإدارة" في بيانها على إعلان اللجنة العليا للانتخابات أمس، تأجيل الانتخابات في ثلاث محافظات، هي الرقة والحسكة (حيث تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" ذراع "الإدارة" العسكرية) والسويداء.

كما رفضت "الإدارة الذاتية" توصيف مناطق شمال شرقي سوريا بأنها "غير آمنة" لتبرير سياسات الإقصاء والإنكار، مؤكّدة أن هذه المناطق "أكثر أمانًا قياسًا بمناطق سورية أخرى". وذكرت "الإدارة" أن أي قرارات أو إجراءات تُفرض بعقلية أحادية لن تكون مُلزمة لشعوب ومناطق شمال شرقي سوريا، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى عدم الاعتراف بهذه الانتخابات، التي وصفتها بأنها "مناقضة للقرار الأممي 2254".

واختتم البيان بالتأكيد على أن "الحل في سوريا لن يكون عبر إعادة إنتاج السياسات القديمة، بل عبر مسار سياسي شامل يشارك فيه جميع السوريين بمختلف مكوناتهم وإرادتهم الحرة، وصولًا إلى سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية تضمن الحقوق وتفتح آفاق السلام والاستقرار".

لقاء أمريكي- درزي لاحتواء التوتر

وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، قد عقد، في وقتٍ سابق، لقاءً مع الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع في محافظة السويداء، وسبل تهدئة التوتر وضمان عدم انزلاق الأوضاع إلى مواجهات أوسع.

ووصف برّاك اللقاء بأنه "ودي ومثمر"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع جميع الشركاء، المحليين والإقليميين، لدفع جهود الاستقرار والحد من التصعيد، مع التركيز على حماية المدنيين ومراعاة التوازنات المحلية بحسب منشور له على حسابه في "إكس".

مشاركة المقال: