الإثنين, 25 أغسطس 2025 02:38 AM

التسول الإلكتروني: أساليب احتيال متطورة واستغلال للضحايا عبر الإنترنت

التسول الإلكتروني: أساليب احتيال متطورة واستغلال للضحايا عبر الإنترنت

حسين صقر: يستغل العديد من رواد السوشال ميديا والناشطين على تطبيقات التواصل الاجتماعي هذه المنصات لأهداف متنوعة. بينما يسخرها البعض بطرق إيجابية وأخلاقية، يستخدمها آخرون لغايات دنيئة مثل الابتزاز والتهديد وتبادل المعلومات الخطيرة التي تؤثر على أمن الوطن والمواطن. من بين الظواهر المنتشرة بقوة والتي تترك آثاراً سلبية نفسية ومعنوية ومادية، تبرز ظاهرة التسول الإلكتروني.

تعتمد هذه الظاهرة، التي تتم عبر الشبكة العنكبوتية، على استجداء الآخرين واللعب بعواطفهم واستمالتهم واستعطافهم، وهو ما يميزها عن التسول التقليدي الذي يمارسه البعض في الشوارع والحافلات. إحدى ميزات التسول عبر الإنترنت هي أن المتسول مجهول الهوية، مما يمنعه من الإحراج الذي قد يلحق بالمتسولين التقليديين.

يقوم "التسول الإلكتروني" بالأساس على الخداع والتحايل للحصول على المال بطريقة غير قانونية، ولا يقتصر على مواقع التواصل المباشرة، بل يشمل الاتصالات والرسائل النصية والإيميلات الإلكترونية. وقد أصبحت هذه الظاهرة عالمية الانتشار، حيث يستغل أصحابها الضحايا أثناء الكوارث الطبيعية والحروب والأزمات، مما أفقد المحتاجين الحقيقيين فرصهم في الحصول على المساعدات وزعزع الثقة.

لتسليط الضوء على هذا الموضوع، تواصلت صحيفة الثورة مع المرشدة الاجتماعية ربا موصللي، التي أكدت أنه مع وجود المئات من مواقع التسول عبر الإنترنت، أصبح شائعاً بين المتسولين الرقميين التسجيل وامتلاك اسم مجال خاص بهم على شبكة الإنترنت. يبدو الأمر سهلاً نتيجة استخدام خدمات الاستضافة المجانية أو غير المكلفة والمواقع المتخصصة، إذ يطلب المتسولون عبر الإنترنت من الجمهور المساعدة في العديد من الاحتياجات كإجراء العمليات الجراحية والحصول على ثمن الأدوية المزمنة لهم ولذويهم، وحتى العلاج من أبسط الأمراض إلى أخطرها، لكنهم في العادة يعرضون أخطرها لجلب الاستعطاف أكثر مثل علاجات السرطان.

وقالت موصللي: لا يخجل أحدهم بالتسول ربما لشراء سيارة أو منزل، من خلال إيصال فكرة لكل شخص مستهدف، أنه بقي مبلغ معين فقط حتى يكمل شراء حاجته، وربما يقول ذلك لأول ضحية.

ونوهت المرشدة الاجتماعية، بأنه يظن أولئك أنهم يتجنبون الإحراج من خلال تسولهم عبر الشبكة، بديلاً إلكترونياً ناجعاً عن التسول في الشوارع، وبالتالي من وجهة نظرهم التقليل من الإحراج، وذلك من خلال نشر المتسول صوراً لإغراء الضحايا، ومن ثم فتح دردشات معهم تمتزج بالكلام المعسول مع رسائل اليأس لاستمالتهم، ثم طلب المال، وفي بعض الأحيان تُنشر هذه الرسائل بالأسماء الكاملة.

وأشارت موصللي إلى أن ضحايا أولئك يتزايدون يوماً بعد آخر، ولاسيما أن البعض من المتسولين ينجح في أسلوبه، ما يدفع البعض الآخر لاتباع نفس الطرق، وبالتالي المزيد من الضحايا.

وأضافت: إن هناك تسولاً إلكترونياً من نوع آخر، إذ بعض الأشخاص يقومون بإضافة أشخاص، ويقولون لهم إن كنياتهم تتشابه مع أقارب لهم، وهؤلاء تركوا لهم أرصدة في بعض البنوك، ومن أجل استرجاع المبلغ لابد من دفع رسوم معينة، وإغرائهم أن نصف ذلك المبلغ سوف يكون لهم في حال نفذوا الخطوات اللازمة، وبذلك يتم إغوائهم والاحتيال عليهم، والحصول منهم على مبالغ معينة مقابل تحرير الرصيد المزعوم من ذلك البنك الذي هو وهمي أصلاً.

ونوهت المرشدة الاجتماعية بأن هناك من يحاول إثارة تعاطف البعض أكثر، وذلك من خلال رواية قصص وهمية عن أبناء أو أخوة أو أهل يعانون أو أصيبوا في الحروب، والحديث بطريقة تثير الشفقة، والغضب تجاه العالم والطريقة التي يدار بها، لتدرك فيما بعد أن هؤلاء أشخاصاً محتالين وأتقنوا اللعبة بشكل لا تتخيله، حيث يزعم أحدهم أنه يمكث حالياً خارج البلاد، وعند عودته سيُرجع المال مع مكافأة مالية كبيرة، لأن عودته من هناك صعبة وهو يملك المال الكثير لكنه ليس بين يديه، وسوف يحصل عليه أثناء عودته.

وأضافت: هذا الاحتيال أصبح فناً يمارسه ويطبقه مَن يريد التسلق نحو الثراء من دون تعب، حتى إنه أصبح مهنة ينقصها فقط التسجيل في بطاقة الهوية.

مشاركة المقال: