دمشق-سانا: استضافت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اليوم ورشة حوارية تشاورية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، وذلك في مقر الوزارة. ركزت الورشة على مناقشة الإستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة في محافظتي درعا والقنيطرة، بحضور ممثلين عن الوزارات والجهات المعنية من مختلف المحافظات.
استكمال سلسلة ورشات المحافظات
أوضحت مديرة السياسات الاجتماعية في الوزارة، عواطف حسن، في تصريح لـ سانا، أن هذا الاجتماع يأتي في إطار استكمال سلسلة ورشات الحوار التي تُعقد لمناقشة الإستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة في المحافظات السورية. وأشارت إلى أن ورشة الحوار الحالية خُصصت لمناقشة الإستراتيجية المتعلقة بمحافظتي القنيطرة ودرعا، بمشاركة مديري الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظات، وممثلين عن جميع الجهات المعنية مثل وزارات العدل والتربية والتعليم والأوقاف والثقافة والصحة، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية الفاعلة في مجال حماية الطفل.
محاور إستراتيجية تنمية الطفولة
أكدت حسن أن الإستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة ترتكز على محاور أساسية تشمل التعليم، الصحة، الحماية الاجتماعية، وتنمية المهارات الحياتية، بالإضافة إلى محور التنسيق والمتابعة. وأوضحت أن الهدف من إعادة صياغة الإستراتيجية الوطنية هو تكوين إطار عام لتحقيق متطلبات التنمية الشاملة للطفولة، وضمان وصول جميع أطفال سوريا، منذ مرحلة ما قبل الولادة وحتى عمر الثامنة، إلى خدمات نوعية تضمن نموهم الأمثل، وذلك من خلال شراكة فعالة بين الوزارة واليونيسيف، وبمشاركة المجتمع المحلي والجهات الحكومية ذات الصلة.
نهج تشاركي يضمن حقوق الطفل
من جانبه، أوضح مدير القياس والجودة في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وضاح الركاد، أن العمل مستمر لمراجعة الإستراتيجية وإعدادها وفق نهج تشاركي يلبي احتياجات الطفولة وأهداف التنمية المستدامة، ويضمن حصول الأطفال على حقوقهم وتوفير بيئة داعمة لهم. وأشار إلى أن الورشة تستمر لمدة يومين، وتتضمن نقاشات شاملة مع الشركاء عبر مجموعات عمل لإعادة صياغة الإستراتيجية لتكون أكثر ملاءمةً للواقع، وتحقق التشاركية بين الأطراف المعنية.
دور الصحة في تطبيق الإستراتيجية
بدوره، لفت رئيس برامج الصحة العامة في مديرية صحة درعا، الدكتور يعرب عبد الفتاح، إلى أن الإستراتيجية ستُطبق ضمن الخطط القادمة في قطاعات الصحة والتربية والتعليم والشؤون الاجتماعية والعمل، بهدف الوصول إلى طفل يتمتع بحقوقه كاملةً في بيئة صحية وتعليمية سليمة.
توفير بيئة آمنة ومتكاملة للأطفال
من جهتها، شددت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة القنيطرة، ميساء العجلوني، على الحاجة الملحة لإستراتيجية تنمية الطفولة المبكرة نتيجة الظروف التي مرت بها سوريا، والتي أدت إلى ازدياد حالات التشرد، والتسرب المدرسي، والإعاقة، مع نقص كبير في الخدمات الأساسية، مثل دور الحضانة ورعاية الأطفال ذوي الإعاقة والمتسولين. وأكدت على ضرورة الوصول إلى آليات فعالة لحمايتهم وضمان حقوقهم في بيئة آمنة ومتكاملة.
تتركز الإستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة على الشراكة بين الجهات الوطنية والمؤسسات المعنية، بما يضمن توفير الدعم الشامل للأطفال، ويمكنهم لاحقاً من المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وتحقيق التنمية الوطنية.