الإثنين, 25 أغسطس 2025 12:23 PM

عودة المهجرين إلى ريف حماة: حلم الترميم يواجه تحديات إعادة البناء

عودة المهجرين إلى ريف حماة: حلم الترميم يواجه تحديات إعادة البناء

حماة-سانا: وسط الدمار الذي خلفه قصف وتخريب النظام البائد، عاد الآلاف من المهجرين السوريين إلى ديارهم في ريف حماة الشمالي، بعد تحرير البلاد. يحمل هؤلاء العائدون حلماً باستعادة الحياة الطبيعية بعد سنوات من التهجير والغربة.

على الرغم من مشهد الركام والدمار، فإن الأمل يحدو المهجرين الذين وطأت أقدامهم منازلهم المدمرة، متمسكين بعزيمة إعادة بناء حياتهم حجراً بعد حجر. إلا أنهم يواجهون تحديات وصعوبات تتطلب تضافر الجهود لإعادة ترميم ما دمره النظام.

الترميم ضرورة

يقول محمد الدعبول، من أهالي مدينة حلفايا: "فرحة التحرير لا توصف، لكنها ممزوجة بعجز. منزلي تهدم بالكامل، واضطررت لاستئجار منزل صغير يؤويني مع عائلتي." ويعرب عن أمله في تلقي العون من المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية لترميم المنازل المتضررة، لتأمين مأوى يحمي العائدين من حر الصيف وبرد الشتاء، مضيفاً: "نحن نمتلك الإرادة لكن لا نملك الإمكانات."

المنزل يعزز الانتماء

وفي بلدة الجلمة، يخوض ناصر العليوي تجربة الترميم بإمكانيات محدودة، قائلاً: "عائلتي كبيرة ومنزلي تعرض للتهديم الجزئي، وهو غير صالح للسكن. لذلك بدأت مباشرة بإصلاح غرفة واحدة فقط لتسكنها عائلتي، كون إعادة ترميم المنزل بشكل كامل تحتاج إلى إمكانات تتجاوز قدرتنا الفردية." ويؤكد أن السكن في المنزل يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع والعودة للحياة الطبيعية، وتوفير ظروف معيشية أفضل.

التمسك بالمكان

أما محمد الإبراهيم من منطقة الغاب، فيشير إلى أن ترميم المنزل الذي يملكه يحتاج إلى وقت طويل بسبب عدم توفر العمال بمختلف المهن، إضافة إلى التكلفة المادية الباهظة، وعدم توفر مواد البناء بشكل كافٍ، لافتاً إلى أنه اضطر للسكن في خيمة بجانب بيته المتضرر، ريثما يتمكن من ترميم المنزل والسكن فيه، ومؤكداً تمسكه بالأمل كما يتمسك بالمكان".

لا حياة بلا مأوى

وفي معرزاف، يشير عبد المحسن الرحمون إلى أن إيجاد منزل ملائم يشكل الهاجس الأكبر لدى معظم العائدين إلى مناطق سكنهم، حيث لا حياة بلا مأوى، داعياً الجهات المعنية إلى توفير دعم مالي يتيح لهم ترميم منازلهم من خلال المنح أو القروض بدون فوائد لأن وجود المنزل يمثل أول متطلبات الحياة الكريمة.

العودة انتصار

ويؤكد العائدون أن عودتهم بحد ذاتها انتصار، وأن مشهد الدمار لا يعني نهاية الطريق بالنسبة لهم، بل بداية رحلة وورشة عمل لإعادة بناء سوريا بجهود جماعية، رسمية وشعبية.

مشاركة المقال: