وجّه 1700 سجين سوري محتجزين في سجن رومية وسجون لبنانية أخرى نداءً إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، مطالبين بتدخله لتسهيل نقلهم إلى سوريا وتفعيل اتفاقية تبادل السجناء الموقعة بين دمشق وبيروت بعد استقرار الأوضاع في البلاد.
أفاد السجناء في بيان صادر من داخل سجن رومية بأنهم متهمون في قضايا غير إرهابية، وتشمل قضايا جنائية متنوعة. وأشاروا إلى أن أغلبهم لم تتم محاكمتهم بعد، بينما يقضي آخرون أحكامًا يعتبرونها مبالغًا فيها مقارنةً بالجرائم المنسوبة إليهم.
أوضح البيان أن العديد من السوريين تم توقيفهم بشكل عشوائي خلال حملات أمنية، ووجهت إليهم اتهامات تفتقر إلى الأدلة الكافية، مشيرين إلى ما وصفوه بمعاملة تمييزية بسبب جنسيتهم.
كما لفتوا إلى أن بعض القضايا تم دمجها بشكل تلقائي، مثل اتهامات بالإرهاب مع قضايا المخدرات، على الرغم من عدم وجود صلة بينهما في كثير من الحالات.
وذكر السجين محمد الحامد، أحد الموقعين على البيان، في تصريح لمنصة إعلامية، أن العديد من السوريين تم توقيفهم دون مسوغ قانوني كاف، وأن بعضهم ظل قيد الاحتجاز لسنوات دون محاكمة، مثل حالة السجين عبد الرحمن رعد، الذي أمضى عشر سنوات في السجن قبل تبرئته.
وأكد أن السجين السوري في لبنان لا يحظى بفرصة دفاع كافية، خاصة إذا لم يكن لديه معارف أو قدرة مالية لتوكيل محام.
من جهته، قال السجين معروف المعروف في تصريح مماثل، إن العديد من السوريين ما زالوا قيد التوقيف على الرغم من انتهاء المدة التي كان من المفترض أن يقضوها لو صدرت بحقهم أحكام نهائية.
وأشار إلى أن الظروف المعيشية والصحية في السجون اللبنانية متردية، وأن جميع السجناء السوريين، بغض النظر عن التهم الموجهة إليهم، يعانون من نفس الإهمال.
وأضاف أن الظروف المعيشية الصعبة للاجئين في لبنان، خاصة بعد الانهيار الاقتصادي، دفعت بعض السوريين إلى ارتكاب مخالفات أو العمل بشكل غير قانوني لتأمين نفقات المعيشة والعلاج لأسرهم.
وطالب المعروف بمنحهم فرصة مماثلة لتلك التي منحت للسجناء في سوريا، حيث تم تخفيف أحكام بعضهم أو العفو عنهم.
كما طالب السجناء الدولة اللبنانية باتخاذ إجراءات استثنائية تتضمن تحديد مدة قصوى للأحكام بالسجن المؤبد أو الإعدام، وتخفيض السنة السجنية إلى ستة أشهر بشكل استثنائي.
في المقابل، ناشدوا الحكومة السورية التدخل لنقل جميع السجناء السوريين في لبنان إلى السجون السورية، تطبيقًا للاتفاق المبرم مع الجانب اللبناني.
وأكدوا على ضرورة أن يقوم الوفد السوري القادم إلى بيروت بزيارة سجن رومية للاطلاع على الأوضاع التي يعيشها الموقوفون السوريون.