الإثنين, 25 أغسطس 2025 04:50 PM

ياسمين فضة: مخرجة توثق حكايات السوريين وقضية المغيبين قسراً بعدسة سينمائية

ياسمين فضة: مخرجة توثق حكايات السوريين وقضية المغيبين قسراً بعدسة سينمائية

دمشق-سانا: تعتبر السينما الوثائقية بمثابة نافذة تطل على الذاكرة والوجع الإنساني، لا سيما عندما تتناول قضايا جوهرية مثل قضية المعتقلين والمغيبين قسرياً. وفي هذا السياق، تبرز المخرجة الشابة ياسمين فضة كصوت سينمائي مميز، حيث وظفت كاميرتها لتوثيق الثورة السورية وما خلفته من آلام وتطلعات.

ياسمين فضة، ذات الأصول الفلسطينية، ولدت في الكويت ثم انتقلت للعيش في سوريا. بدأ شغفها بالسينما عام 2004، ومنذ ذلك الحين تركت بصمة واضحة في الأفلام الوثائقية التي قدمتها، والتي ارتبطت بشكل مباشر بأبطالها وواقعهم. لم تتردد ياسمين في السفر إلى مناطق الخطر لتوثيق الأحداث من قلبها. من أبرز أعمالها خلال الثورة السورية:

  • ملكات سوريا (2014): حاز على جائزة اللؤلؤة السوداء كأفضل إخراج عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي، وتنويه خاص من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
  • عيوني (2020): استغرق إنتاجه خمس سنوات، وحصد اهتماماً واسعاً لطرحه قضية الاختفاء القسري من خلال شخصيتي الأب باولو دالوليو، والشاب باسل الصفدي.

فيلم "عيوني".. حلم يتحقق: خلال حديثها لمراسلة سانا، عبرت ياسمين فضة عن سعادتها بعرض فيلمها "عيوني" في سوريا، قائلة: "لم أتخيل يوماً أن يُعرض فيلمي في سوريا نفسها. فبعد أن جال العالم، تحقق حلمي عندما شاهد الجمهور السوري فيلم "عيوني" في أماكن عامة، مثل بيت فارحي والمتحف الوطني بدمشق. كانت تلك لحظة مؤثرة جمعت بين الإبداع والواقع، وبين ذاكرة الثورة ووجدان الناس".

الوثائقي والذاكرة السورية: ترى ياسمين أن الأفلام الوثائقية لعبت الدور الأهم في توثيق الثورة السورية، لأنها لا تكتفي بسرد الأحداث، بل تحولها إلى أرشيف حي للأجيال، يوثق ما جرى ويروي للعالم تفاصيل المعاناة.

وأشارت ياسمين إلى أنها اختارت أن تبني فيلمها "عيوني" حول شخصيتين بارزتين هما الأب باولو، وهو رجل دين مثقف تواصل مباشرة مع الناس وألهمهم الحديث بحرية عن قضايا جوهرية، وباسل الصفدي، وهو ناشط تقني وثق أحداث الثورة عبر الإنترنت وبنى قاعدة شعبية واسعة. وكلاهما تم تغييبهما قسراً.

وأوضحت ياسمين أن الفيلم لا يقتصر على هاتين الشخصيتين فقط، بل يعكس من خلالهما قضية الاختفاء القسري التي تطال مئات الآلاف في سوريا والعالم. وأضافت أن وجود المحامية نورا غازي (زوجة باسل الصفدي) وإيماكولاتا (شقيقة الأب باولو) أضفى بعداً إنسانياً على فيلم "عيوني"، فهما يمثلان الذاكرة الحية لما جرى، ويقدمان شهادات مؤثرة تسلط الضوء على معاناة العائلات وتعيد الاعتبار إلى قضية المعتقلين والمغيبين قسراً، وفقاً للمخرجة ياسمين.

نقل التجربة للأجيال القادمة: تؤمن ياسمين بأن تجربتها في السينما الوثائقية يمكن أن تلهم الأجيال الجديدة، خاصة في العالم العربي وسوريا. وتحدثت عن تجربتها في العمل مع طلاب سوريين في الأردن ولبنان وتركيا، وكيف ابتكروا أساليب للتصوير والتوثيق خلال الثورة السورية.

إلى جانب الإخراج، تمارس ياسمين التدريس في مجال السينما، وتعتبر أن كلا المجالين يغذي الآخر. فهي ترى في طلابها شركاء في تبادل الأفكار، مما يفتح آفاقاً جديدة لأفلامها ويغذي شغفها بالبحث عن قصص إنسانية لم ترو بعد.

مشاريع قادمة: تعمل ياسمين حالياً على مشروع يوثق تاريخ فلسطين قبل عام 1948، مستلهمة قصة جدها الذي عمل في ميتم ومدرسة هناك قبل النزوح إلى سوريا، على أن يتقاطع المشروع مع استعراض جوانب من تاريخ سوريا أيضاً.

ياسمين فضة في سطور: ياسمين فضة هي مخرجة أفلام وأكاديمية فلسطينية، مقيمة في المملكة المتحدة. اشتهرت كمخرجة ومنتجة ومبرمجة أفلام وثائقية، ودرّست مع منظمات سينمائية ومنظمات غير حكومية وجامعات دولية. شاركت في تأسيس مشروع "هايلايت آرتس" الذي يعمل مع الفنانين في أوقات النزاع، وحازت عدة جوائز في مهرجانات دولية عن أفلامها الوثائقية.

مشاركة المقال: