الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 02:13 AM

بعد غياب طويل: المنتخب السوري للكاراتيه يحرز المركز الثالث في البطولة العربية بالأردن

بعد غياب طويل: المنتخب السوري للكاراتيه يحرز المركز الثالث في البطولة العربية بالأردن

حقق المنتخب السوري للكاراتيه إنجازًا ملحوظًا بحصوله على 41 ميدالية في البطولة العربية للكاراتيه التي استضافتها الأردن في الفترة من 19 إلى 21 آب. هذا الإنجاز مكّن المنتخب من احتلال المركز الثالث في البطولة، مسجلًا عودته القوية إلى المنافسات العربية والدولية بعد غياب استمر لسنوات.

توزعت ميداليات المنتخب السوري بين 7 ذهبيات و9 فضيات و25 برونزية، شملت مختلف الأوزان والفئات العمرية. يعكس هذا الأداء المستوى الفني المتميز والتحضير الجيد الذي قام به اللاعبون والأجهزة الفنية.

"بداية من الصفر"

اعتبر الاتحاد السوري للكاراتيه هذه البطولة فرصة لإثبات وجود سوريا على الساحة العربية والدولية، وليس مجرد منافسة رياضية. وأوضح رئيس الاتحاد السوري للكاراتيه، مأمون خربوط، أن المشاركة تهدف إلى تأكيد حضور سوريا بعد التحرير، وأن عودة اسمها إلى المحافل العربية والدولية رسالة بأنها ما زالت فاعلة في مختلف المجالات.

وكشف خربوط أن تشكيل المنتخب واجه صعوبات، حيث بدأ الاتحاد عمله من الصفر بعد استلامه المسؤولية. وأشار إلى غياب منتخب جاهز أو بنية تحتية صلبة، مما استدعى إعادة تشكيل الاتحاد واللجان العليا، وتنظيم بطولة محلية لاختيار أفضل اللاعبين وتشكيل المنتخب، ووضع اللعبة على الطريق الصحيح.

آلية اختيار اللاعبين

تم اختيار لاعبي المنتخب المشارك في البطولة بعد سلسلة من الاختبارات، حيث دُعي الفائزون بالمراكز الأولى في بطولة الجمهورية، ثم أُدخلوا في معسكر تدريبي خاص تضمن ثلاث تجارب عملية لتقييم المستوى البدني والفني. ومن خلال هذه الاختبارات، تم اختيار حوالي 45 لاعبًا لتمثيل النخبة القادرة على تحقيق الفوز، وفقًا لرئيس الاتحاد العربي السوري للكاراتيه، مأمون خربوط.

وأوضح خربوط أن الاستثناء الوحيد في عملية الاختيار كان اللاعبة ميس قره فلاح، بسبب عدم وجود لاعبات أخريات في فئة وزنها. تم اختيارها من قبل مدربي المنتخب والجهاز الفني، وقد أثبتت جدارتها خلال البطولة بفوزها بميداليتين ذهبية وبرونزية.

تحديات مالية

على الرغم من الإنجاز، لا تزال الأزمة المالية تشكل التحدي الأكبر أمام الاتحاد السوري للكاراتيه. فنقص الإمكانيات المادية يعيق توفير المستلزمات الأساسية مثل الألبسة والواقيات، وتمويل المعسكرات، وتعويض المدربين.

وذكر رئيس الاتحاد السوري للكاراتيه، مأمون خربوط، أن مدربي المنتخب الأربعة عملوا بشكل تطوعي، ولكن مشاركة البعثة تطلبت دفع رسوم إضافية، حيث تم دفع 100 دولار أمريكي عن كل لاعب مشارك، بالإضافة إلى رسوم دورات للمدربين والحكام ليتمكنوا من المشاركة.

وأشاد خربوط بالدعم المادي الذي قدمه وزير الرياضة والشباب ومديرية ألعاب القوى، وموافقتهم على إرسال هذا العدد من اللاعبين للمشاركة، على الرغم من أنه لم يكن كافيًا لتغطية جميع النفقات، معربًا عن أمله في الحصول على دعم رسمي ومؤسساتي أكبر في المستقبل.

ولم تقتصر التحديات على نقص الدعم المالي، بل شملت صعوبات حياتية وتعليمية أثرت على بعض اللاعبين خلال الاستعداد للبطولة، وفقًا لنائب رئيس الاتحاد ومدرب منتخبي الشباب والرجال، عمار السبسبي. وواجه بعضهم صعوبات بسبب التزاماتهم المدرسية، خاصة طلاب الشهادة الإعدادية والثانوية، مما أثر على انتظامهم في المعسكر.

وأشار إلى وجود فروق طبيعية بين اللاعبين، خاصة عند مواجهة مصنفين عالميًا. فضمت بعض الأوزان لاعبين من الأردن والعراق والجزائر، وهم مصنفون دوليًا، بينما يواجههم لاعبو المنتخب السوري لأول مرة، مما أثر على الأداء. وأكد أن سوريا تمتلك عناصر متميزة على مستوى عالمي.

خطط تطويرية ومشاركات مقبلة

لن يتوقف إنجاز الاتحاد السوري للكاراتيه عند حدود المشاركة في بطولة الأردن، حيث كشف رئيس الاتحاد عن خطط مستقبلية لتعزيز حضور المنتخب، مشيرًا إلى أن اللاعبين المتوجين سيخضعون لمعسكرات تدريبية ودورات تنشيطية داخلية، بالإضافة إلى معسكرات خارجية بالتنسيق مع دول الجوار، لرفع مستوى اللاعبين وإعدادهم لاستحقاقات أكبر.

وبحسب خربوط، فقد فتحت نتائج الأردن الباب أمام دعوات جديدة، منها دعوة رسمية للمشاركة في بطولة البحر الأبيض المتوسط في إسبانيا، وتم رفع طلب المشاركة إلى وزارة الرياضة والشباب، ودعوة شخصية للمشاركة في بطولة التضامن الإسلامي في السعودية، بانتظار استلام الدعوة الرسمية من الاتحاد السعودي للكاراتيه.

ونوه نائب رئيس الاتحاد ومدرب منتخبي الشباب والرجال، عمار السبسبي، إلى ضرورة زيادة فترة التحضير وإقامة معسكرات أطول وأكثر تنوعًا، معتبرًا أن التحضير لفترة شهرين لم يكن كافيًا لخوض بطولة بهذا المستوى.

واتفق كل من خربوط والسبسبي على أن التركيز في الفترة المقبلة سيكون على الفئات العمرية من فئة الناشئين والشباب، وتحضيرهم ضمن معسكرات داخلية وخارجية تضمن الجاهزية المثلى.

نحو التصنيف العالمي

يطمح الاتحاد السوري للكاراتيه إلى أن تكون بطولة الأردن نقطة انطلاق نحو حضور سوري في التصنيفات العالمية، خاصة أن سوريا كانت حاضرة دائمًا على منصات التتويج في الكاراتيه خلال التسعينيات ومطلع الألفية الثانية، إلا أن الحرب وما رافقها من انهيار في البنية الرياضية، أعادها إلى الصفر.

واستطاع المنتخب السوري للكاراتيه إعادة "بريق الأمل" من خلال أول منافسة خارجية له، وفق ما لاحظته البعثة المشاركة من الحديث الإيجابي للوفود المشاركة عن أداء اللاعبين السوريين ومنافساتهم القوية.

ويرى الاتحاد أن ما تحقق في الأردن هو البداية، فالمشاركة لم تكن لإيفاد أسماء كما كان يحدث سابقًا، بل خطوة لبناء منتخب حقيقي.

مشاركة المقال: