الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 02:35 AM

ندوة علمية في دمشق: العمارة الخضراء المستدامة والطاقات المتجددة في صميم اهتمام المهندسين السوريين

ندوة علمية في دمشق: العمارة الخضراء المستدامة والطاقات المتجددة في صميم اهتمام المهندسين السوريين

أقامت نقابة المهندسين السوريين، بالتعاون مع كليات الهندسة المعمارية والمدنية والكهربائية والميكانيكية في جامعة دمشق، ندوة علمية تحت عنوان "العمارة الخضراء المستدامة والطاقات المتجددة".

تناولت الندوة آفاق إنشاء الأبنية الخضراء الصديقة للبيئة، وأحدث التطورات والابتكارات في عالم البناء، بالإضافة إلى تطوير سياسات الطاقة المتجددة في سوريا.

كلمات الافتتاح.. استعادة الخبرات والاستفادة من الطاقة المتجددة

أقيمت الندوة في فندق الشام بدمشق، وأشار نقيب المهندسين السوريين المهندس مالك حاج علي إلى أهمية هذه الفعاليات التي تجمع الأكاديميين والمهندسين المبدعين، بهدف الخروج بأفكار بناءة تساهم في تطوير العمل الهندسي والارتقاء به. كما أشار إلى جهود النقابة في استقطاب المهندسين السوريين في الخارج وتسهيل عودتهم للمشاركة في بناء سوريا، بالتزامن مع توافد الاستثمارات للمشاركة في عملية إعادة الإعمار.

من جانبه، أكد عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق الدكتور مهلب داود أهمية العمارة الخضراء وضرورتها الملحة لتوفير بيئة صحية، خاصة في ظل التحديات الحالية والتغير المناخي، وتزايد الحاجة إلى المسكن والخدمات العامة. وأوضح أن هذه الندوة تشكل فرصة لتبادل الخبرات وعرض الأبحاث، خاصة في مجال الطاقات المتجددة.

بدورها، لفتت عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، الدكتورة خولة منصور، إلى أنه في ظل التسارع العمراني الكبير والضغط المتزايد على المصادر التقليدية للطاقة، أصبح من الضروري الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة في سوريا، كالرياح والشمس، بالتوازي مع التوجه نحو العمارة الخضراء. وأكدت أن التخطيط العمراني المتطور يقلل من التأثيرات البيئية السلبية الناتجة عن الأنشطة السكانية والخدمية والصناعية في التجمعات العمرانية الكبيرة.

المحاضرات.. العمارة الخضراء وتخطيط المدن والاستدامة

قدم رئيس قسم الميكانيك العام في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، الدكتور وجيه محمد خير ناعمة، محاضرة بعنوان "رفع الكفاءة الطاقية والاقتصادية والبيئية لمنظومات التبريد والتسخين في المباني"، تضمنت تقديم تقنيات لرفع كفاءة أنظمة الطاقة، في ظل وجود تحديات بيئية واقتصادية للأنظمة التقليدية وتأثيرها الكبير على طبقة الأوزون والاحتباس الحراري وارتفاع تكاليفها.

الدكتورة ندى الحلاق من كلية العمارة، قدمت محاضرة بعنوان "ابتكارات معمارية تجمع بين الجمال والاستدامة"، تحدثت خلالها عن التصميم المستقبلي الذي يعتمد دمج التكنولوجيا مع الطبيعة في التصميم، كاتجاه لربط الإنسان بالبيئة، واستخدام مواد محلية صديقة للبيئة، ودمج الذكاء الصناعي التوليدي في التصميم.

وخلال محاضرتها بعنوان "تخطيط المدن وفق الاقتصاد الأخضر"، تناولت نائب عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتورة أروى شرف الدين أنواع التخطيط كالعمراني التقليدي والمستدام، وأهمية الجمع بينهما، مستشهدة بنموذج الغوطة الشرقية بريف دمشق، التي ترتبط بمناطق ومدن وعمارة وتراث معماري.

رائد الأعمال الباحث خالد أحمد الحناوي، قدم محاضرة بعنوان "حلول وإستراتيجيات تخزين الطاقات المتجددة"، تحدث فيها عن حلول التخزين المنزلي والتجاري والصناعي للطاقة الفائضة، وآليات التخزين الحراري.

الدكتور غسان درة الحداد من كلية الهندسة المدنية، ذكر خلال محاضرة بعنوان "تصريف المياه من الأسطح الخضراء" أنواع الأسطح وأهميتها وطرق الاستفادة ومجالات تطبيقها، مشيراً إلى وجود توجه عالمي نحوها حالياً، وخاصة في البلدان الفقيرة بمياه الأمطار، أي جمع مياه الأسطح في مكان مخصص وتوجيهها لاستخدامها والاستفادة منها في مكان آخر.

الدكتور مصطفى الحزوري من كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، قدم محاضرة بعنوان "الاستدامة ضرورة إستراتيجية"، بيّن فيها طرق الاستفادة من موارد الطبيعة دون التأثير على الأجيال القادمة، وفق أهداف التنمية المستدامة الـ / ١٧ / للأمم المتحدة، منها استخدام الطاقات المتجددة حفاظاً على البيئة، مستعرضاً نماذجها وخصائصها ومقوماتها ومعوقاتها، من مشاكل تمويلية ونقص في الإعلام والتوعية بأهميتها وعدم فعالية الهيئات المتخصصة بالبيئة وضعف الأجهزة الرقابية.

من جهته الدكتور بسام العجي من كلية الهندسة المدنية، أوضح خلال محاضرته التي جاءت بعنوان "نحو دليل إرشادي للأبنية الخضراء في سوريا"، أن العمارة الخضراء هي قدرة المباني على التكيف مع المحيط، وترشيد استخدام الطاقة والمياه، بما يحقق التوازن بتوفير الطاقة واستهلاك الموارد، والتعامل مع الظروف المناخية والبيئية، والاحتياجات البشرية، وتوفير الرفاهية، والتبريد الطبيعي، والتكيف مع المناخ.

معايير العمارة الخضراء

وعن نقابة المهندسين السوريين، أشار الدكتور المهندس عبد الرحمن النعسان، خلال محاضرة له بعنوان "العمارة الخضراء المستدامة"، إلى مفهوم العمارة الخضراء، وهي التي تحترم البيئة في تصميمها، مبيناً أن النقابة أصدرت دليلاً ارشادياً للعمارة الخضراء، يحتوي على /٦/ أبواب، أهمها الباب الخامس الذي يتضمن معايير مقترحة للعمارة الخضراء في سوريا، حيث أن كل قطاع له نسبة من المواد الرئيسية لإنتاج الطاقة، وأكبر قطاع يستهلك الطاقة هو قطاع البناء، فيما تضمن الباب الثاني التعريف بالتنمية المستدامة، وهو تحقيق التنمية بناء على الموارد المتاحة.

كما قدم عدد من المهندسين الاستشاريين ومديري شركات هندسية محاضرات تضمنت النهضة العمرانية لسوريا الجديدة بعد التحرير، وأثر الاستدامة في الاستثمار العقاري، ومتجر الإسمنت الإقليمي، وواجهة المبنى كمولد طاقة ودمج الألواح الشمسية في العمارة الحديثة، وتدفئة وتكييف المحضر، والعمارة الخضراء في سوريا من التحديات إلى الفرص المستدامة، واختبارات ألواح الطاقة الكهروضوئية، وخطوات تطوير القوى العاملة في العمارة الخضراء وغيرها.

الدكتور المهندس علاء القاضي، مشارك في الندوة، لفت إلى أهمية المحاضرات التي قدمت خلال الندوة وتنوعها وأهمية الأفكار المطروحة حول العمارة الخضراء وإستراتيجياتها والتجارب العالمية ومدى مقاربتها مع الواقع السوري، وخاصة في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي تشهده سوريا، التي تشكل بيئة استثمارية واعدة وخاصة لجهة إعادة الإعمار فيها، في حين أكدت المهندسة نور الصباغ أهمية المواضيع التي طرحت خلال الندوة، والتي كان من أهمها موضوع الذكاء الصناعي والعمران ثلاثي الأبعاد والخدمات الاستشارية.

مشاركة المقال: