الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 06:48 PM

دمشق: ورشة عمل لإطلاق مركز وطني لمكافحة الألغام بدعم دولي

دمشق: ورشة عمل لإطلاق مركز وطني لمكافحة الألغام بدعم دولي

أطلقت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ورشة عمل في فندق الداما روز بدمشق، وذلك لبحث تأسيس مركز وطني متخصص في مكافحة الألغام، بمشاركة فعاليات محلية ودولية.

ناقش المشاركون على مدار ثلاثة أيام التحديات المتزايدة نتيجة انتشار الألغام ومخلفات الحرب، وما تمثله من خطر مستمر على حياة المواطنين واستقرار المجتمعات. وأكدوا أن إنشاء هذا المركز يمثل أولوية قصوى لسوريا، نظراً لانتشار المخلفات الحربية والألغام في مناطق متعددة.

كما شدد المشاركون على أهمية التعاون الوثيق بين السلطات الوطنية والمنظمات الدولية والمحلية، بهدف الحد من معاناة المجتمعات المتضررة، والعمل المشترك على تطوير آليات تساهم في جعل سوريا آمنة وخالية من الألغام.

وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أوضح في كلمته أن سوريا دفعت أثماناً باهظة نتيجة الانتشار الواسع للألغام، مشيراً إلى أن الورشة تمثل فرصة لتعزيز الحوار وتبادل الخبرات وتحديد الأولويات للمرحلة المقبلة. وأضاف أن المركز سيقوم بمهام المسح والإزالة والتوعية بمخاطر الألغام، بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين.

وأكد الصالح أن إزالة الألغام هي عملية استعادة للحياة وبناء للثقة، مؤكداً حرص الوزارة على أن يكون عمل المركز شفافاً وتشاركياً وفق المعايير الدولية، بما يسهم في تمهيد الطريق للتعافي الوطني والتنمية.

من جهته، أشار المكلف بالتحضير للإعلان عن المركز الوطني لمكافحة الألغام، فادي الصالح، إلى أن دور المركز يكمن في تنسيق وتوحيد الجهود المبذولة في مجال تخطيط وتنفيذ برامج المسح والإزالة، بالإضافة إلى التوعية بمخاطر الألغام وتقديم الدعم للضحايا، بالتعاون مع مختلف الجهات المحلية والدولية.

كما نوه الصالح بالدور المحوري للمنظمات الدولية، التي كانت ولا تزال شريكاً أساسياً في جهود التخفيف من آثار هذه الكارثة الإنسانية، عبر تقديم الدعم التقني والتمويل والتدريب وتنفيذ المشاريع الميدانية لتعزيز القدرات الوطنية والوصول إلى المجتمعات المتضررة.

وأوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ستيفان ساكاليان، أن دور اللجنة يكمن في مساعدة ضحايا النزاعات حول العالم، وخاصة في سوريا نظراً لوجود الكثير من الضحايا والمجتمعات المتأثرة بسبب الألغام ومخلفات الحرب. وذكر أن اللجنة تتشارك مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري منذ عام 2017 في تنفيذ عدد من الملفات والمهمات المعقدة، بهدف مساعدة الأشخاص على استعادة حياتهم الطبيعية وكرامتهم.

وأشار ساكاليان إلى أن الألغام ومخلفات الحرب تسببت بضحايا كثر وأعاقت جهود التعافي، مؤكداً أن إنشاء المركز الوطني سيتيح تنسيقاً أفضل بين الجهات المعنية ووضع خطط فعالة لإزالة التلوث.

منسق شؤون التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية، ويليام كارمايكل، أكد أن التعاون بين المنظمات سيسهم في زيادة وعي المجتمعات المتضررة وتعزيز إجراءات الأمان، مشيراً إلى أن الورشة تتيح تبادل الخبرات وتحديد نوعية الدعم المقدم لوزارة الطوارئ.

وتتواصل أعمال الورشة خلال اليومين المقبلين بمشاركة منظمات محلية ودولية، بهدف التوصل إلى مخرجات عملية تساعد في الإعلان عن إحداث المركز الوطني لمكافحة الألغام. يشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على عدد من الملفات في محافظات سوريا كافة، أهمها الحماية التي تركز على المعتقلين والمفقودين، والمساعدة للتخلص من التلوث جراء الأسلحة، وموضوع تأمين المياه، والمساعدة في إعادة الإعمار، إضافة إلى تقديم الدعم للأنشطة الزراعية التي تساعد الأشخاص على تأمين قوتهم اليومي، ودعم المستشفيات والمراكز الطبية وضمان استمرار جاهزيتها التامة.

مشاركة المقال: