الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 08:04 PM

توماس باراك يستفز الصحفيين اللبنانيين بتصرف "حيواني".. وقصة شعر مورغان أورتاغوس تثير الجدل

توماس باراك يستفز الصحفيين اللبنانيين بتصرف "حيواني".. وقصة شعر مورغان أورتاغوس تثير الجدل

أظهر المبعوث الأمريكي توماس باراك استعلاءً أمريكياً معهوداً، وكأنه لم يجد من يردعه في لبنان. فاحترامه للصحفيين في هذا البلد، هو احترام لسيادته وحكومته، خاصةً أن هؤلاء الصحفيين لم يتجمهروا أمام منزله لطلب المساعدات التي اعتادت حكومة لبنان على طلبها.

وقد أبدى باراك انزعاجه الصريح من أسئلة الصحفيين، على الرغم من أنهم تواجدوا لمعرفة ما إذا كان لبنان سينجو من حرب إسرائيلية، أو حتى حرب أهلية. إلا أنه نهرهم ووصف سلوكهم بـ "الحيواني" و"الفوضوي".

ويبدو أن المبعوث الأمريكي استوحى هذا السلوك من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتاد على إهانة زعماء العالم الزائرين له في البيت الأبيض أمام عدسات الكاميرات.

وقد حدث كل هذا في القصر الجمهوري اللبناني خلال زيارة باراك لبيروت.

وقال باراك: "سنضع مجموعة مختلفة من القواعد هنا، أليس كذلك؟ أريدكم أن تصمتوا للحظة"، وبدا وكأنه يتحدث مع طلاب مدرسة يجلسون أمام "معلمهم" في الحصة المدرسية.

وبعبارات صادمة ومسيئة قال باراك: "في اللحظة التي يبدأ فيها الأمر بالفوضى أو بالسلوك الحيواني، سننهي كل شيء"، مهدداً بوقف المؤتمر الصحفي.

وتابع باراك: "إذن، هل تريدون أن تعرفوا ما الذي يحدث؟ تصرفوا بتحضر، بلطف وتسامح. لأن هذه هي المشكلة الحقيقية في ما يحدث في المنطقة".

وعلقت الإعلامية اللبنانية سمر أبو خليل على تصرف باراك قائلة: "وما حدا تجرأ يجاوبوا؟ ما حدا حس انو انهانت كرامتو؟ لهون وصلنا؟ عيب.. كتير هيك!".

وكتب الناشط السياسي بلال نزار ريان على حسابه في إكس: "قبل قليل، واصل المندوب السامي الأمريكي لسوريا ولبنان، توم باراك، سلسلة إهاناته لشعوب المنطقة. فمن داخل القصر الجمهوري اللبناني، شتم الصحفيين واصفًا إياهم بـ "الحيوانيين، الفوضويين، غير المتحضّرين" مدّعيًا أن ذلك يعكس حال المنطقة بأكملها".

وأضاف ريان: "هذه هي أمريكا التي تعبدها الأنظمة وتسوّق خطابها؛ غطرستها تفضح حجم الاستعلاء والاحتقار الذي تمارسه واشنطن وتل أبيب حتى بحق حلفائها..!".

ورُصدت المبعوثة مورغان أورتاغوس بالقرب من باراك تضحك ساخرة، الأمر الذي وصفه لبنانيون بأنه مشهد يعكس ذهنية استعلائية استعمارية.

وطُرحت تساؤلات حول لماذا لم ينسحب الصحفيون أمام هذه الإهانة؟

مشهد الإهانة الذي صدر عن المبعوث الأمريكي، سبقه مشهد جدلي آخر كانت بطلته مورغان أورتاغوس، حيث وفيما يترقب اللبنانيون الرد الإسرائيلي على الورقة الأمريكية التي أقرتها الحكومة اللبنانية وحملها باراك، وأورتاغوس، كانت الأخيرة منشغلة بتسريحة شعرها.

ونشر مصفف الشعر اللبناني طوني مندلق مقطع فيديو عبر صفحته الرسمية على "إنستغرام" وهو يقوم بتصفيف شعر أورتاغوس، وأرفق الفيديو بتعليق: "المرأة التي كنتم جميعًا بانتظارها". وبدت أورتاغوس في نهاية المقطع مبتسمة بقصة شعر متوسطة الطول تتخطى الكتفين قليلاً، وتسريحة شعر مموج.

وحملت قصة شعر المبعوثة الأمريكية، رسائل سياسية استفزازية فيما يبدو، حينما قررت النزول لقلب بيروت، والجلوس علنًا في أحد الصالونات، في رسائل استفزازية للمقاومة اللبنانية، التي يعمل الجميع على نزع سلاحها، فيما كانت قد هددت المقاومة (حزب الله) بالنزول إلى الشوارع رفضًا لنوايا الحكومة بنزع سلاحه.

وبالتزامن كانت قيادة حزب الله حاضرة، عشية لقاءات يعقدها موفدان أمريكيان في بيروت لمواصلة البحث بشأن قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح الحزب قبل نهاية العام.

وفي خطاب متلفز، تضمن رسائل صارمة قال أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم: "فليكن معلومًا لديكم، السلاح الذي أعزنا لن نتخلى عنه والسلاح الذي يحمينا من عدونا لن نتخلى عنه"، مشددًا: "السلاح روحنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا".

ودعا الشيخ قاسم في خطابه الحكومة إلى التراجع عن قرارها الذي سماه بـ "الخطيئة"، والذي "اتُخذ تحت الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية".

وبعد إشادة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالخطوة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لسحب سلاح حزب الله، أعادت أورتاغوس نشر البيان معلقةً بإشارة "شكرًا".

حتى كتابة هذه السطور، يظهر خصوم حزب الله، وعلى رأسهم الحكومة اللبنانية، إصرارًا على نزع سلاح الحزب، ما يعني المغامرة بالاصطدام مع الحزب، ودفعه لاستخدام أوراق قوته كما فعل سابقًا باجتياحه بيروت عسكريًّا، يتأنى حزب الله ويأمل أن تُفهم رسائله، ويعيد التأكيد على وحدة الموقف وصون الاستقرار، فأعلن وإلى جانبه حركة أمل إلغاء تظاهرة احتجاجية غدًا الأربعاء إفساحاً كما جاء في بيان حزب الله وأمل، في المجال أمام حوارٍ مُعمّق وبنّاء حول القضايا المصيرية.

مشاركة المقال: