الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 07:55 PM

دوير الشيخ سعد في طرطوس: توسع عمراني يواجه تحديات خدمية تتطلب حلولاً عاجلة

دوير الشيخ سعد في طرطوس: توسع عمراني يواجه تحديات خدمية تتطلب حلولاً عاجلة

تشهد بلدة دوير الشيخ سعد في محافظة طرطوس توسعاً عمرانياً ملحوظاً وزيادة في الكثافة السكانية خلال العقد الأخير، مما يستدعي تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة وتغطية كافة أنحاء البلدة.

تقع دوير الشيخ سعد شمال شرق مدينة طرطوس على بعد 6 كيلومترات، وتضم عدة قرى مثل بسماقة، بطابا، مزرعة بيت السلطان. يتجاوز عدد سكانها 85 ألف نسمة، ويعتمد السكان على الزراعة (الحمضيات، الزيتون، الفواكه الاستوائية)، التجارة، والصناعة، بالإضافة إلى الوظائف الحكومية.

بعد تلقي شكاوى متعددة من سكان البلدة، قام مراسل "الحرية" برصد الوضع الخدمي في المنطقة والتقى بعدد من المواطنين الذين أكدوا على وجود نقص كبير في الخدمات، خاصة في الأحياء الجديدة. وأشار الأهالي إلى أن التوسع العمراني المستمر يضغط على شبكات الصرف الصحي، وأن الهم الأساسي للبلدة يتمثل في الصرف الصحي، النظافة، منع التعدي على الأملاك العامة، وتوفير عمال جدد للبلدية، بالإضافة إلى إنشاء مستوعبات كبيرة لكل حي لا يمكن تخديمه بشبكة صرف صحي، ليتم شفطها دورياً من قبل مديرية الصرف الصحي في طرطوس.

كما لفت السكان إلى أن قدم شبكات الكهرباء وزيادة الكثافة السكانية يتطلبان محطات تحويل إضافية ورفع جهد بعض المحطات الحالية. وأوضحوا أن الكثافة السكانية الهائلة تضغط أيضاً على شبكة المياه التي تعاني أصلاً من ضعف الغزارة من المحطة الرئيسية، بالإضافة إلى ضعف أداء المضخة الوحيدة الموجودة في البلدة، مما يستدعي تزويد البلدة بخط ساخن لضمان استمرارية الضخ ورفع كفاءة المضخة من 150 م3 إلى حوالي 300 م3، واستبدال بعض الشبكات مثل شبكة الحارة القديمة، وتزويد البلدة بخزان مياه إضافي في حارة ضهر الدوير، وصيانة الشبكة الرئيسية على الطريق الرئيسي بسبب وجود ضغط هواء فارغ في الشبكة.

تحتاج البلدة أيضاً إلى شق طرق جديدة يتم اقتراحها من قبل المواطنين والبلدية لتلبية احتياجات الكثافة السكانية المتزايدة، بالإضافة إلى توسيع شبكة الهاتف.

أشار السكان إلى أن حارة الملعب، وهي حارة حديثة، تعاني من نقص حاد في الخدمات وتحتاج إلى تعبيد الطريق المؤدي إليها وتوفير خدمات الصرف الصحي وشبكة اتصالات ووصول سيارات الأجرة إليها.

تتطلب البلدة استثمار الطابق الثاني في مبنى البلدية، الذي لا يزال على الهيكل، وتحويل الطابق الأرضي إلى مركز لخدمة المواطن، مما يساهم في زيادة إيرادات البلدية لتمويل المشاريع الخدمية. كما أن وجود صرافات بنكية في البلدة يعتبر ضرورة ملحة.

من جانبه، أكد مدير الوحدات الإدارية في طرطوس، عبد الفتاح الخطيب، أن مبنى البلدية يتألف من ثلاثة طوابق، وأن الطابق الثاني يحتاج فقط إلى أعمال الإكساء. ونظراً للكثافة السكانية التي تبلغ حوالي 85000 نسمة في القطاع بأكمله، بما في ذلك القرى المحيطة مثل الشيخ سعد والقرى التابعة لها، وبملكة والقرى التابعة لها، والسودا والقرى التابعة لها، فإن فكرة إنشاء مركز خدمة مواطن أو نافذة واحدة على الأقل ستخفف الضغط على مركز خدمة المواطن في مدينة طرطوس، وستعزز إيرادات البلدة، مما سينعكس إيجاباً على الخدمات بشكل عام في البلدة والبلدات المحيطة.

أشار الخطيب إلى أن هناك أحياء بالكامل غير مخدومة بشبكة الصرف الصحي لعدم وجود محطات معالجة، وأن البلدية لا يمكنها منع المواطنين من البناء في الأراضي المخصصة للبناء، مع تعهدهم بإنشاء حفر فنية وتفريغها عند امتلائها، مما يسبب بعض المشاكل بسبب عدم توفر الآليات اللازمة للتفريغ. وأضاف أن مديرية الصرف الصحي تعاني من ضغط العمل وأن آلياتها تحتاج إلى صيانة، مما يؤدي إلى التأخير في تفريغ مستوعبات الصرف الصحي وحدوث مشاكل صحية وبيئية. لذلك، اقترح إقامة مستوعبات كبيرة في محيط تلك الأحياء، مثل حي الجليطة أو الحي تحت الجامع، ليتم تفريغها في مواعيد محددة، مما سينعكس إيجاباً على صحة المواطنين.

أوضح الخطيب أن بلدة دوير الشيخ سعد تعاني من أزمة مياه خانقة، خاصة في فصل الصيف، حيث يتم توزيع المياه على الأحياء بالتناوب كل ثلاثة أيام، وأن المضخة الحالية ضعيفة (150 متراً مكعباً). وسيتم التواصل مع مديرية مياه طرطوس لاستبدالها بمضخة أكبر. كما يمكن تأمين خط ساخن للمضخة الحالية لرفع مستوى خدمة المياه للمواطنين، بالإضافة إلى بناء خزان إضافي للخزان الوحيد الموجود في البلدة في منطقة ضهر الدوير المرتفعة، وإجراء صيانة لخطوط المياه القديمة.

أكد الخطيب على الحاجة الملحة لإضافة محولات كهربائية في بعض المناطق لتخفيف الأحمال، خاصة في فصل الشتاء، واستبدال بعض الكابلات المتهالكة. كما تبين وجود حاجة لشق طرق في منطقة التنظيم الجديد وتعبيد وتزفيت بعض الطرق التي لم يتم صيانتها منذ فترة طويلة بسبب عدم توفر الإمكانيات المادية.

أضاف الخطيب أنه سيتم العمل على رفع إيرادات البلدة من خلال إيجاد استثمارات خاصة للملعب الوحيد الموجود ضمن قطاع البلدة، لتمويل تحسين الواقع الخدمي. وسيتم العمل وفق الإمكانات المتاحة على تأمين صرافات بنكية ضمن القطاع، مما سيخفف الضغط على الصرافات الموجودة في مركز مدينة طرطوس.

سيتم العمل مع الجهات المعنية لتوسيع الشبكة الهاتفية وتأمين خدمة الإنترنت لكافة المواطنين من خلال توسيع الوحدة الضوئية الوحيدة الموجودة في القطاع وتأمين تغذية كهربائية دائمة لها عن طريق زيادة عدد الألواح المغذية لها.

مشاركة المقال: