الأربعاء, 27 أغسطس 2025 01:25 AM

أرياف حماة تستقبل 44114 أسرة عائدة من المخيمات وسط تحديات معيشية وإعادة إعمار

أرياف حماة تستقبل 44114 أسرة عائدة من المخيمات وسط تحديات معيشية وإعادة إعمار

تواجه الأسر العائدة إلى قراها في أرياف حماة، بعد تهجيرها من قبل النظام البائد وإقامتها في مخيمات النزوح في الشمال السوري، ظروفاً معيشية صعبة ونقصاً حاداً في الخدمات الأساسية. هذه الظروف تهدد استقرارهم وتجعل من الصعب عليهم الثبات في قراهم، على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهونها، خاصة مع محدودية الموارد الزراعية والإمكانات المتاحة.

أفادت العديد من الأسر التي عادت إلى ريفي حماة الشمالي والغربي منذ حوالي خمسة أشهر لـ «الوطن»، بأن قراها تعاني من تراكم الأنقاض والردميات، وأنهم يخشون على أطفالهم من مخلفات الحرب. وأشاروا إلى أن الدعم المقدم من المنظمات الدولية يقتصر على توزيع السلال الغذائية والمساعدات الإغاثية مثل الأواني المطبخية، والفرشات الإسفنجية، والبطانيات، والمنظفات، وغيرها. وأكدوا على الحاجة الماسة لترميم المنازل المدمرة، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وصيانة المدارس، وتوفير مصادر دخل مستدامة لتمكينهم من العيش الكريم.

من جانبه، أوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحماة، أحمد الحاج يحيى، في رده على أسئلة «الوطن»، أنه منذ سقوط النظام البائد، عادت 44114 أسرة من مخيمات النزوح إلى قراها في أرياف حماة، ويبلغ إجمالي عدد أفرادها 220570 فرداً. وذكر أن أبرز التحديات التي تواجه هذه الأسر تتمثل في تدمير البنى التحتية، وصعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية للحياة (المياه، الكهرباء، الخدمات الصحية، المدارس)، وانعدام الأمن الغذائي بسبب غياب مصادر الدخل، والفقر الشديد الذي يعاني منه أغلب العائدين، بالإضافة إلى موجة الجفاف التي ضربت البلاد هذا العام، والتي أدت إلى خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية.

وأشار إلى أن الخدمات المقدمة للعائدين لا تزال محدودة، حيث تفتقر بعض القرى إلى أبسط مقومات الحياة كالماء، بالإضافة إلى وجود الأنقاض والخوف من مخلفات الحرب. وأكد الحاج يحيى أن مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تسعى إلى تأمين مشاريع زراعية ومهنية لتوفير فرص عمل للعائلات العائدة وتمكين استقرارها.

وفيما يتعلق بالتعاون مع المنظمات الدولية، أوضح أنه يتم العمل معها لتأمين مشاريع مستدامة ومشاريع سبل عيش لمساعدة العائلات على توفير معيشتها بنفسها. وأكد أن هناك خطة عمل تسعى الحكومة إلى تنفيذها بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأمين الخدمات الأساسية للعائلات العائدة، وخاصة في المناطق المدمرة نتيجة الحرب، حيث لا تزال هذه العائلات بحاجة ماسة للمساعدة، سواء في تأمين المدارس والنقاط الطبية أو المساهمة في تأمين مشاريع إعادة إعمار القرى المدمرة.

حماة ـ محمد أحمد خبازي

مشاركة المقال: