أحيت محافظة ريف دمشق مساء اليوم الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى، التي تعتبر من أفظع عمليات الإعدام الميداني خلال سنوات الثورة السورية. أقيمت الفعالية تحت شعار "إحياء ذكرى مجزرة داريا الكبرى وتهجير أهلها".
استضاف حي مسجد أبو سليمان الداراني هذه الفعالية، بحضور محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، وسفير دولة قطر في دمشق خليفة عبد الله آل محمود الشريف. تضمنت الفعالية مسيرة شموع انطلقت من نقطة التجمع وصولاً إلى مقبرة الشهداء، كما تم عرض "برومو" يوضح تفاصيل المجزرة وعمليات القصف التي تعرضت لها المدينة.
وفي كلمته، أكد محافظ ريف دمشق أن المجزرة تمثل "حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها النظام البائد"، مشيراً إلى استشهاد حوالي 1100 شخص خلال أيام قليلة، معتبراً أن تضحيات الشهداء كانت "نوراً أضاء طريق الثورة وناراً على أعدائها".
من جانبه، ترحم سفير دولة قطر على أرواح الشهداء، مؤكداً موقف بلاده الداعم "لسوريا الكرامة والعدالة والحرية"، ومشدداً على المكانة الخاصة التي تحتلها داريا في نفوس الشعب القطري.
وفي شهادات لأهالي داريا، قدم كل من تمام أبو حسين ومحمد أبو دباس شرحاً عن تفاصيل المجزرة التي وصفاها بالأكبر من نوعها، لافتين إلى أن النظام البائد استهدف المدينة بهذه الوحشية بسبب دورها النموذجي في التنظيم والتماسك المدني مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة.
دعا المشاركون إلى تحويل ذكرى التضحيات إلى محفز لمرحلة البناء وإعادة الإعمار، وضمان عدم تكرار ما جرى للأجيال القادمة.
يذكر أن النظام المجرم ارتكب هذه المجزرة في ثاني أيام عيد الفطر من عام 2012، حيث شن على المدينة حينها حملة عسكرية انتقاماً منها، وذلك بالتزامن مع قطع الكهرباء وكل أشكال الاتصالات وفرض حصار عليها وقصفها بمختلف القذائف، ليبدأ بعدها اقتحامات للمنازل وقتل السكان أطفالاً ونساء وشيوخاً وشباباً، وتنفيذ إعدامات ميدانية جماعية بأكثر الطرق بشاعة، حيث استمر هذا الإجرام أربعة أيام متواصلة. وبعد هذه المجزرة بشهرين بدأ القصف على المدينة، وبدأت حركة النزوح خارجها ليبقى قلة من المدنيين والثوار، ومع بداية عام 2013 دخلت المدينة تحت حصار مطبق استمر أربع سنوات، وفي يوم 26/8/2016 تم التهجير القسري لأهالي داريا بالكامل إلى مدينة إدلب في الشمال السوري.