الأربعاء, 27 أغسطس 2025 01:38 PM

تظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بصفقة تبادل أسرى بينما نتنياهو يتمسك بـ"النصر" في غزة

تظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بصفقة تبادل أسرى بينما نتنياهو يتمسك بـ"النصر" في غزة

شهدت الأراضي المحتلة، مساء أمس، خروج مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين في تظاهرات واسعة استجابة لدعوة «عائلات الأسرى» الإسرائيليين في قطاع غزة، مطالبين بإبرام صفقة تبادل تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف الحرب.

ترافقت التظاهرات، التي اتخذت طابعاً تصعيدياً، مع إغلاقات للطرق الرئيسية. وشهد «ميدان الرهائن» وشوارع في تل أبيب تجمّعات ضخمة، ووصل بعض المتظاهرين إلى مطعم في مدينة القدس المحتلة حيث كان يجلس رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وعدد من وزرائه، وهاجموهم معترضين على احتفالهم بينما الأسرى يعانون.

في المقابل، تجاهلت الحكومة مطالب المتظاهرين، وعقدت جلسة للمجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) لم تتطرق إلى موضوع التفاوض أو الحرب في غزة، واكتفت بإحاطة إقليمية عامة. وذكرت «القناة 12» أن الجلسة كانت قصيرة وغاب عنها وزراء بارزون مثل جدعون ساعر وإيتمار بن غفير وميري ريغيف وبتسلئيل سموتريتش ورون ديرمر.

ونقل عن أحد الوزراء استغرابه من انعقاد الجلسة، ما يعكس حالة اللامبالاة في أوساط حكومة الاحتلال. وأكدت «القناة 14» أن نتنياهو تعمّد إنهاء الجلسة مبكراً لإتاحة المجال أمام الوزراء للمشاركة في فعالية استيطانية في الضفة الغربية، حيث صرّح بأن إسرائيل في طريقها إلى النصر في غزة، وأن الحرب ستنتهي هناك، ولن يتركوا «وحوش حماس».

على الرغم من زيارة وفد مصري إلى إسرائيل قبل أيام، أوضح مسؤول إسرائيلي رفيع لقناة «كان» أن الوفد كان «من مستوى متدنٍّ»، وأنه لا يوجد أي تقدّم فعلي في المفاوضات. وأكد مسؤول في مكتب نتنياهو أن «العملية العسكرية الواسعة ستبدأ قريباً».

انتقدت الدوحة سلوك تل أبيب، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن إسرائيل لم تقدّم أي ردّ رسمي على المقترح الأخير الذي وافقت عليه «حماس»، وأن الردّ غير الرسمي هو مزيد من التصعيد والقتل واستهداف المدنيين، مشدداً على أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.

أما داخل إسرائيل، فرأى رئيس الأركان الأسبق، وعضو «الكابينت» السابق، غادي آيزنكوت، أن نتنياهو يتهرّب من التوصّل إلى صفقة، على الرغم من تأييد الأغلبية لها. واعتبر ‌‏زعيم المعارضة، يائير لابيد، أن اجتماع «الكابينت» من دون مناقشة صفقة الرهائن «وصمة عار».

على المستوى العسكري، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن انقسام حادّ داخل القيادة العليا للجيش، بين تيّار يدعو إلى إتمام «صفقة جزئية» في المرحلة الحالية، وآخر يصرّ على التقدّم نحو صفقة شاملة تتضمّن إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء حكم «حماس» في غزة.

يسعى رئيس أركان الجيش، آيال زامير، إلى «الجمع بين الضغط العسكري والمفاوضات»، عبر «خطة تدريجية» تبدأ بإخلاء المدنيين من مدينة غزة، ثم تنفيذ عمليات عسكرية متصاعدة، بهدف تقليل الخسائر والمحافظة على حياة الأسرى.

لكنّ المعارضين لتلك الخطة يعتبرون أنها «بطيئة وغير فعّالة»، ولن تحقق الأهداف المرجوّة. وأمام هذا الانقسام، يبدو أن نتنياهو يراهن على التيار العسكري الداعم لخيار «الحسم»، مستنداً إلى تقديرات استخباراتية ترى أن «حماس» لا تزال تعتبر الأسرى ورقتها الأخيرة.

مشاركة المقال: