الخميس, 28 أغسطس 2025 11:14 PM

مصر وقطر تكثفان جهودهما لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل

مصر وقطر تكثفان جهودهما لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل

دعت مصر المجتمع الدولي، يوم الخميس، إلى الضغط على إسرائيل من أجل القبول بمقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن في مدينة العلمين الجديدة شمال مصر.

وكان ابن عبد الرحمن قد وصل إلى العلمين يوم الخميس في زيارة لم يعلن عن مدتها، وهي الزيارة الثانية له خلال 10 أيام، بعد زيارة أولى في 18 أغسطس/آب الجاري، بحث خلالها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سبل وقف إطلاق النار في غزة.

وأشار عبد العاطي في المؤتمر الصحفي إلى بذل جهود بالتنسيق مع قطر لوقف ما وصفه بـ "الإبادة في غزة"، وذلك عبر وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً يتم خلالها التفاوض على إنهاء الحرب.

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل ما يعتبره البعض إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وأسفرت هذه العمليات عن استشهاد 62 ألفا و966 فلسطينيا، وإصابة 159 ألفا و266 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أودت بحياة 317 فلسطينيا، بينهم 121 طفلا، حتى يوم الخميس.

وأكد عبد العاطي أن جهود القاهرة والدوحة ستستمر في الوساطة، رغم عدم التجاوب الإسرائيلي الإيجابي مع مقترح وقف إطلاق النار المقدم منذ نحو 10 أيام، وتعنت مواقفها.

وأضاف أن جهود البلدين ستتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية لممارسة ضغوط على إسرائيل حتى قبولها المقترح.

وكانت حركة "حماس" قد أعلنت قبل نحو 10 أيام موافقتها على مقترح اتفاق قدمه الوسطاء لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، إلا أن إسرائيل تمتنع عن إعلان موقفها منه.

وفي 20 أغسطس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه وجه بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن يؤدي ذلك إلى تدمير القطاع بالكامل وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.

وأكد عبد العاطي أن الجهود المصرية القطرية دؤوبة ولن تتوقف، وستستمر لوقف المجاعة وحملة التجويع الممنهجة التي وصفها بأنها سابقة منذ عقود في استخدام التجويع كسلاح للعقاب الجماعي.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة كافة، ولا تسمح إلا بإدخال عدد ضئيل جدا من شاحنات المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم المجاعة في القطاع، وهو ما أكدته الأمم المتحدة.

وشدد عبد العاطي على تطابق وجهات النظر المصرية القطرية في وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات بشكل كامل وإطلاق سراح الرهائن وبعض الأسرى الفلسطينيين تمهيدا للوقف النهائي للعدوان.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفقا لتقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

كما أشار عبد العاطي إلى تطابق موقف مصر وقطر بشأن رفض التهجير في غزة، مؤكدا أن التهجير يمثل خطرا على القضية الفلسطينية ولن يتم قبوله أو السماح بحدوثه تحت أي ذريعة.

وأشار عبد العاطي إلى أن قطر ستشارك في المؤتمر الدولي لإعمار غزة، والذي سينعقد في مصر بعد أسابيع قليلة من التوصل إلى وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع قطر، قال عبد العاطي إنه تم توقيع اتفاقيات معها في مجالات عدة، وسيتم تفعيل حزمة استثمارات بقيمة 7.5 مليارات دولار سبق الاتفاق عليها.

من جانبه، قال الوزير القطري إن العلاقات مع مصر متطورة ومتينة وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، وستشمل في الأسابيع المقبلة تفعيل استثمارات بنحو 7.5 مليارات دولار.

وبخصوص غزة، أكد أن هناك حرصا على وقف إطلاق النار والإبادة بعد كل هذا الوضع المخزي طيلة الأشهر الماضية، والذي لم يشهد أي تحرك من المجتمع الدولي.

وأضاف: "وصلنا لمرحلة ننتظر الردود الإسرائيلية على المقترح بعد سعي بشكل مكثف الأيام الماضية للوصول لأرضية مشتركة لوقف إطلاق النار، ولكن للأسف هذه الجهود قوبلت بمزيد من التجاهل".

وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.

ومحليا، يحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وأضاف ابن عبد الرحمن: "نرى أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته ويوقف هذه المجاعة وهذا الحصار وهذه الحرب، ونطالبه بالضغط على إسرائيل لوقف هذه المجاعة على أقل تقدير".

واستطرد: "مصر وقطر ملتزمتان بالتوصل إلى حل لإنهاء الحرب رغم محاولات التقليل والتشويش من هذه الجهود، وعلى أمل التوصل لاتفاق في أسرع وقت".

وأكد أن التصرفات الإسرائيلية في لبنان وسوريا "تعبث بأمن المنطقة".

وإلى جانب حربها على غزة وعدوانها على الضفة الغربية المحتلة، تواصل إسرائيل عدوانا عسكريا على سوريا، وتشن غارات جوية على كل من لبنان واليمن.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مشاركة المقال: