مع انقضاء أربع جولات من منافسات الدوري المصري الممتاز لموسم 2025-2026، بدأت تتضح ملامح المنافسة تدريجياً، حيث برز الزمالك كأحد أكثر الفرق إقناعاً بفضل انطلاقته القوية ومستواه الثابت الذي انعكس إيجاباً على النتائج، بينما شهدنا في المقابل تراجعاً غير متوقع لبعض الفرق الكبيرة مثل الأهلي وبيراميدز.
نجح الزمالك في اعتلاء صدارة جدول الترتيب بعدما حصد 10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل وحيد، محققاً بذلك أفضل رصيد بين جميع الفرق حتى الآن، ومبتعداً عن أقرب منافسيه المصري البورسعيدي صاحب المركز الثاني.
هذه البداية القوية وجهت رسالة مبكرة إلى المنافسين مفادها أن صراع القمة في هذا الموسم لن يكون محصوراً في اتجاه واحد كما كان الحال في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من أن الفريق لم يظهر بأفضل صورة في جميع مبارياته، وعانى أحياناً من محدودية الحلول الهجومية وضعف التحرك بدون كرة، إلا أن النتيجة النهائية كانت تصب في صالحه.
سجل الزمالك 5 أهداف فقط، لكنه في المقابل لم يستقبل سوى هدف واحد طوال 4 مباريات، وحافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات، وهو ما يعكس شخصية جديدة للفريق لم تظهر منذ فترة طويلة، حيث عانى الفريق بشدة خصوصاً في الجانب الدفاعي.
ترك الجهاز الفني الجديد بقيادة البلجيكي يانيك فيريرا بصمته سريعاً، سواء على الجانب النفسي أو التكتيكي. فقد استعاد اللاعبون الثقة المفقودة في المواسم الماضية، وهو ما مكنهم من حسم مباريات صعبة، كما ظهرت ملامح أسلوب لعب منضبط قائم على التنظيم الدفاعي والانتشار الجيد. والأهم أن فيريرا نجح في دمج الصفقات الجديدة بشكل سريع، وهو ما ساهم في تحقيق التوازن الحالي بين خطوط الفريق.
الزمالك يتطلع إلى الاستمرار في القمة.
لكن على الرغم من البداية المميزة، يجب أن يدرك الزمالك أن الاستمرار هو التحدي الأكبر؛ فالموسم لا يزال طويلاً، والمنافسة لن تقتصر على فريق واحد. الأهلي، حامل اللقب والغريم التقليدي، سيسعى إلى تدارك بدايته المتواضعة للحفاظ على لقبه للموسم الثالث على التوالي، فيما يسعى بيراميدز إلى تصحيح المسار سريعاً من أجل البقاء في سباق المنافسة الذي اعتاد عليه على مدار السنوات الماضية.
وبالتالي، فإن صراع الموسم الحالي مرشح لأن يكون أكثر سخونة وإثارة، وربما يعيد إلى الأذهان صدامات القمة الكلاسيكية بين قطبي الكرة المصرية، مع دخول بيراميدز كعنصر ثالث في معادلة اللقب.