الإثنين, 1 سبتمبر 2025 11:30 AM

أسرار فستان زفاف الأميرة ديانا: حكاية لم تروَ لأميرة القلوب

أسرار فستان زفاف الأميرة ديانا: حكاية لم تروَ لأميرة القلوب

في صباح يوم 29 يوليو/تموز 1981، صعدت الليدي ديانا سبنسر درجات كاتدرائية القديس بولس في لندن، بينما كانت قلوب الملايين حول العالم تخفق معها. أكثر من 750 مليون شخص تابعوا ما عُرف بـ "زفاف القرن الملكي"، حيث كانت الأنظار كلها متجهة نحو فستانها الأسطوري. تفاصيل كثيرة تناقلتها الأجيال عن هذا الحدث، حتى بالنسبة لأولئك الذين لم يعاصروا الأميرة التي استحقت لقب "أميرة الشعب".

بعد مرور 28 عاماً على رحيلها، لا بد من استعراض تفاصيل إطلالة أميرة ويلز بدقة، حيث يحكي كل خيط وكل درزة قصة امرأة رسمت حياتها بعيداً عن خيالات "ديزني" وأساطير الأميرات.

يحمل الفستان قصة فريدة، ويكشف عن أسرار لم يعرفها الكثيرون إلا لاحقاً، وبعضها لم تكن ديانا نفسها على علم بها. تميزت هذه التحفة بذيل طويل يبلغ طوله 25 قدماً، ومطرز بالدانتيل واللؤلؤ، وقد صممه الزوجان البريطانيان الشابان آنذاك، ديفيد وإليزابيث إيمانويل.

بينما توقع الكثيرون أن يتم اختيار دار أزياء بريطانية عريقة، وقع الاختيار على الزوجين الشابين، اللذين اعتبرا الطلب في البداية مجرد مزحة. لم يتخيل الزوجان أن يتم تكليفهما بتصميم واحد من أهم الفساتين الملكية في التاريخ. صُنع الفستان من التفتا الحريرية وزُين بأكمام ضخمة وأقواس ودانتيل و10 آلاف حبة لؤلؤ، وألهم صيحات فساتين الزفاف طوال فترة الثمانينيات. تقول إليزابيث: "الإلهام جاء من كل مكان"، مضيفة أن درجة العاج كانت رائعة على بشرة ديانا بلون الوردة الإنجليزية.

أما الطرحة، فقد بلغ طولها 7.6 أمتار، لتصبح الأطول في تاريخ الزفاف الملكي، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 6 أمتار.

ما لم تعرفه ديانا أبداً هو أن المصممين أعدّا فستاناً بديلاً كخطة احتياطية لأي طارئ، ربما لسرقة الفستان أو تلفه قبل الحفل. تقول إليزابيث لمجلة "بيبول": "لم نرد أن نقلقها. لقد كان الأمر سراً كاملاً... فكرت: ماذا لو انسكب شيء عليه أو شب حريق؟ عندها قررت أن أصنع فستاناً بديلاً".

كان الفستان الاحتياطي أبسط بكثير، بلا ذيل طويل، بلون أبيض ناصع، وأكمام ضيقة مزينة بكشكش بدلاً من الأكمام المنتفخة، ولم يُستكمل أبداً، وبقي سراً حتى أعيد إنتاجه لاحقاً وعُرض في المتحف الافتراضي للأميرة ديانا.

كشف المصممان لاحقاً عن سر آخر: أخفيا في ظهر الفستان حدوة حصان صغيرة من الذهب عيار 18 مرصعة بالماس الأبيض، لتكون تعويذة حظ لزواج ديانا وتشارلز، كما أضيف شريط أزرق صغير في حزام الخصر وآخر في رباط الساق الحريري، تيمناً بالتقليد البريطاني "شيء أزرق" (Something Olde, Something New, Something Borrowed, Something Blue, A Sixpence in your Shoe).

قبل دقائق من دخولها الكاتدرائية، سكبت ديانا بضع قطرات من عطرها المفضل Quelques Fleurs على الفستان، فحاولت وصيفتها إخفاء البقعة بحركة رفع الذيل، لتظل الصورة مثالية على الرغم من الحادثة الطفيفة.

خلال تصميم الفستان، وجدت ديانا في مشغل التصميم "واحة من السلام" وسط الحماس والضغوط التي كانت ترافقها قبيل الحفل. كانت تصعد إلى الطابق العلوي وتتحدث مع الخياطات، وتتجول بين الفساتين المعلقة، وتجرب ألوان الحرير والدانتيل، كأنها تكتشف عالماً جديداً بالكامل. وفي يوم الزفاف، ساعدها المصممان قبل انتقالها إلى عربتها المذهبة، وسط هتافات الجماهير، في يوم بدا وكأنه خيالي.

بعد وفاتها المأساوية عام 1997، احتفظت العائلة بالفستان في منزل ألثورب هاوس، ووفقاً لوصيتها، أصبح ملكاً لولديها ويليام وهاري، اللذين ورثاه رسمياً عام 2014. ومنذ ذلك الحين، عُرض الفستان مرات قليلة، أبرزها في قصر كنسينغتون عام 2021 ضمن معرض Royal Style in the Making. واليوم، يُعرض بشكل دائم في قصر كنسينغتون ضمن معرض يروي تاريخ الأزياء الملكية والعملية الإبداعية وراء أهم التصاميم الراقية.

ورغم أن زواج ديانا وتشارلز انتهى بالطلاق بعد 15 عاماً، ظل الفستان أيقونة خالدة. لم يكن مجرد قماش، بل تجسيداً لحلم أميرة شابة، ورمزاً للأمل والبدايات المليئة بالوعود، ونافذة نادرة إلى حياة امرأة استثنائية تركت أثرها في الملايين. بعد 28 عاماً على رحيلها، يواصل فستان الأميرة ديانا رواية قصتها للعالم، قصة تجمع بين الأناقة، الخجل، الرمزية، والحب الضائع، مع لمسة من التاريخ الإنساني الذي عاشته "أميرة الشعب".

مشاركة المقال: