الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:46 AM

بين وعود رجال الأعمال والدعم الحكومي: نادي "الشعلة" يواجه تحديات التمويل والترميم

بين وعود رجال الأعمال والدعم الحكومي: نادي "الشعلة" يواجه تحديات التمويل والترميم

عنب بلدي – وسيم العدوي

يواجه نادي الشعلة صعوبات مالية وتحديات في اختيار المدربين للفرق الرياضية وتشكيل اللاعبين، خاصةً لفريق كرة القدم الذي تأهل للدوري السوري الممتاز. يأمل النادي في تحقيق نتائج جيدة في المباريات القادمة بعد إبرام اتفاقيات رعاية ودعم مع عدد من رجال الأعمال.

في نيسان 2024، صعد فريق الشعلة لكرة القدم إلى الدوري الممتاز، وعاد إلى الأضواء بعد غياب دام 33 عامًا.

لجنة رباعية لاختيار مدرب الشعلة

أفاد رئيس نادي الشعلة في درعا، مصطفى المسالمة، لعنب بلدي، بأن النادي شكّل لجنة رباعية من أعضاء مجلس الإدارة لاختيار مدرب لفريق كرة القدم ومساعد مدرب (معد بدني)، على أن يتولى المدرب لاحقًا اختيار اللاعبين. تتفاوض اللجنة حاليًا مع مدربين اثنين، بينما تم اختيار مدرب مساعد للإعداد البدني، دون الكشف عن هويتهم.

بعد تشكيل اللجنة، دعا نادي الشعلة أكثر من 30 لاعبًا لاختيار 11 منهم. وأوضح المسالمة أن التشكيلة تضم لاعبين من الفريق العام الماضي، ولاعبين جدد، ولاعبين من الفريق الأولمبي لكرة القدم.

كما ستجتمع الجمعية العمومية للأندية في المحافظات في 14 أيلول المقبل، للتصديق على الأندية المشاركة في الدوري الممتاز والفرق التي ستهبط إلى الدرجة الأولى أو الثانية، بحسب المسالمة. وأضاف أن مدرب فريق كرة القدم سيتحمل مسؤولية إضافية في اختيار اللاعبين، لأن أي إخفاق سيحمّل الداعمين أعباء إضافية.

نقص التمويل يهدد بوقف التدريبات

يواجه نادي الشعلة مشكلات تعيق أنشطته وتدريبات فرقه في كرة القدم، كرة اليد، الكيك بوكسينغ، المصارعة وغيرها، وتؤخر اختيار المدربين وتشكيلات الفرق الرياضية، بسبب عدم الاتفاق على الأجور بعد تأخر الدعم المالي الموعود.

وكشف المسالمة أن النادي سيعقد اجتماعين مهمين الأسبوع المقبل مع رجل الأعمال السوري نور الدين المحاميد، صاحب شركة "سجاد صيدا"، ومع مدير مكتب أعمال رجل الأعمال السوري موفق القداح، مؤسس "مجموعة ماج" (MAG) القابضة، لبحث موضوع الدعم المالي للنادي.

وفيما يتعلق بأجور اللاعبين، أشار إلى وجود عقود موسمية موقعة مع لاعبين في عدة أندية، منها نادي الشعلة، تبدأ من 100 مليون ليرة وتصل إلى 200 مليون ليرة سورية.

ممثل شركة عمر موفق القداح أكد لعنب بلدي أن الشركة ستواصل دعم نادي الشعلة، مشيرًا إلى أن الشركة قدمت العام الماضي 250 ألف دولار للنادي على دفعات، مما ساهم في صعوده إلى الدوري السوري الممتاز.

دعم حكومي حالي ومرتقب

حول غياب الدعم الحكومي من محافظة درعا ووزارة الشباب والرياضة السورية، أوضح رئيس نادي الشعلة أن النادي عقد اجتماعًا مع محافظ درعا، أنور الزعبي، لبحث متابعة تنفيذ عقود ترميم وتأهيل الملعب "البلدي القديم" في منطقة الكاشف وملعب "البانوراما". وقد تواصل المحافظ مع وزير الشباب والرياضة بهذا الشأن، و"الأمور تبشر بالخير"، على حد قوله.

وقال المسالمة، "إذا لم يتم تأهيل الملعب البلدي، فسيكون نادي الشعلة مجبرًا على إجراء تدريباته في ملاعب دمشق، مع ما يترتب على ذلك من أعباء إضافية، علمًا أن تكلفة التدريبات الماضية لفريق كرة القدم وحده في دمشق بلغت نحو 21 مليون ليرة سورية".

وأشار إلى تكريم محافظ درعا لفريق الشعلة لكرة اليد تحت 17 سنة، لحصوله على المركز الثاني في دورة التحرير الأولى لكرة اليد في صالة "الجلاء" بدمشق، وتقديم مكافآت مالية رمزية (200 ألف ليرة للاعب و300 ألف ليرة سورية للإداري) وتجهيز الفريق بالمستلزمات الرياضية. كما قدمت المحافظة 50 مليون ليرة سورية لدعم التدريبات، وسعي النادي لتوفير البيئة المناسبة للاعبين.

تأخر ترميم الملعب البلدي يعطل الأنشطة

كشف المهندس في الشركة العامة للبناء والتعمير، عاصم العاسمي، سابقًا لعنب بلدي، أن لجنة من الشركة اجتمعت مع لجنة من وزارة الرياضة والشباب السورية في 15 حزيران الماضي، لبحث تنفيذ عقود تأهيل الملعب "البلدي القديم" وملعب "البانوراما" في درعا، لكن الخلافات مع الوزارة أدت إلى عدم استكمال التنفيذ وتعطيل أنشطة نادي الشعلة.

وبين العاسمي أنه تم الاتفاق على تسليم العقد الأول من قبل الشركة في الملعب "البلدي القديم" في منطقة الكاشف، والمتضمن "ترميم المشالح والمدرجات الصغيرة والسور الغربي مع طينة ودهان وغرفة الحراسة الخارجية"، بقيمة 1.4 مليار ليرة سورية، والعقد الثاني المتضمن "هدم وإعادة بناء السور الشرقي مع طينة ودهان"، بتكلفة 275 مليون ليرة سورية.

لكن الخلاف نشب بين الشركة ولجنة الوزارة بشأن تسليم العقد الثالث لفرش ملعب "البانوراما" في درعا بالعشب الصناعي مع تركيب فواصل من الحبيبات الصناعية، بقيمة 15 مليار ليرة سورية، إذ اعتبرت اللجنة أن هذا الرقم "كبير وفيه غبن ومبالغ به".

وبرر العاسمي أن قيمة العقد (سبب الخلاف) ناجمة عن التكاليف العالية لمواد "الرولات" والعشب الصناعي والتجهيزات والحبيبات الصناعية، التي تم توريدها قبل سقوط النظام، إذ ارتفع سعر الصرف ليتجاوز 1600 ليرة مقابل الدولار، إضافة إلى أن الشركة متعاقدة مع متعهدين مختصين لإنجاز عملية فرش الملعب.

وبناء على توجيهات من وزير الرياضة والشباب، محمد سامح الحامض، طلبت اللجنة تخفيض قيمة العقد الثالث لفرش ملعب "البانوراما" في درعا من 15 إلى أربعة مليارات ليرة سورية، وهو ما رأت الشركة أنه أمر "مجحف"، حسب المهندس المشرف على الأعمال من جانب الشركة المنفذة.

بين الوعود بالتمويل والافتقار للبنى التحتية الرياضية في درعا، يواصل نادي الشعلة المراوحة مكانه نتيجة هذه التحديات الكبيرة التي أثرت على استمرارية تدريباته وأدت إلى توقف العديد من الأنشطة الرياضية، خاصة في كرة القدم وكرة اليد نتيجة عدم القدرة على دفع مستحقات اللاعبين وتأمين المعدّات.

مشاركة المقال: