الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:46 AM

خبز التنور في الساحل السوري: تراث يتجدد وذاكرة لا تُمحى

خبز التنور في الساحل السوري: تراث يتجدد وذاكرة لا تُمحى

اللاذقية-سانا: لا يزال خبز التنور يحتفظ بمكانته المميزة كرمز للتراث الريفي العريق في منطقة الساحل السوري، فهو يجمع بين عبق الماضي ودفء الحاضر، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاجتماعية التي تعكس بساطة الحياة في القرى السورية.

عامر، الذي يمتلك تنوراً على طريق كسب، يشاركنا تجربته التي تمتد لأكثر من 25 عاماً، ويؤكد أن هذه المهنة التي ورثها عن والدته ليست مجرد مصدر رزق، بل هي مساحة يومية لتجديد روابط الألفة والمحبة بين أبناء الريف، خاصة مع الإقبال المتزايد من السياح على الاستراحة المجاورة للتنور.

طقوس العجين… ذاكرة لا تُنسى

يسترجع عامر ذكريات طقوس إعداد الفطائر في قريته، حيث كانت النساء يجتمعن لتحضير العجين والحشوات المتنوعة، بينما ينتظر الأطفال أول فطيرة بفارغ الصبر، وسط أجواء عائلية دافئة تنضح بالحنين والبساطة. ويشدد على أهمية نقل هذه المهنة إلى الأجيال القادمة، لما تحمله من قيم أصيلة ودور هام في تنشيط السياحة الريفية.

رائحة الماضي… حنين لا يخبو

من جانبه، يرى ريمي صالح، وهو أستاذ مدرسة من ضيعة بلورة، أن خبز التنور يوقظ في النفوس ذكريات الطفولة الجميلة واللمة الحلوة، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على هذه المهنة العريقة وتعريف الأجيال الجديدة بطقوسها التي تحتفي بالتراث وتجسد روح الريف السوري الأصيل.

ويعتبر خبز التنور أحد أبرز رموز التراث الريفي في الساحل السوري، حيث تمتزج فيه نكهة الطين برائحة الحطب لتروي حكاية دفء لا يمحوها الزمن. لعقود طويلة، كان التنور نقطة التقاء يومية لأهالي القرى، يجتمعون حوله لتبادل القصص والأخبار وتحضير الفطائر الشهية وسط أجواء من الألفة والمحبة. وعلى الرغم من تطور أساليب الخبز الحديثة، إلا أن التنور لا يزال يحتفظ بسحره الخاص، مستحضراً ذكريات الطفولة واللمة العائلية الدافئة. واليوم، يعود هذا الإرث ليأخذ مكانه اللائق في المشهد السياحي والثقافي، شاهداً حياً على أصالة الريف السوري وروحه الطيبة.

مشاركة المقال: