الإثنين, 1 سبتمبر 2025 05:25 PM

سوريا تفاجئ العالم بتحركاتها وانفتاحها على مصالحها: قراءة في مقال لـ"عكاظ"

سوريا تفاجئ العالم بتحركاتها وانفتاحها على مصالحها: قراءة في مقال لـ"عكاظ"

ذكرت صحيفة "عكاظ" أن سوريا تفاجئ العالم يوميًا بسرعة تحركها السياسي وانفتاحها على مصالحها "العظمى". ورأى الكاتب محمد الساعد، في مقال نشرته الصحيفة اليوم الإثنين، أن دمشق فهمت عزلتها وتورطها في قضايا المنطقة نتيجة لخيارات النظام السابق.

وأشار الساعد إلى أن النظام المخلوع ادعى على مدى خمسة عقود دعم القضية الفلسطينية وجعلها قضيته المركزية، بينما كانت مجرد ستار. وأضاف أن النظام السابق لم يكن يؤمن بفلسطين أساسًا، وادعى دعم العرب بينما تحالف استراتيجيًا مع قوى إقليمية أخرى، مدعيًا محاربة إسرائيل ولكنه لم يفعل شيئًا ضدها.

وسلط الضوء على اللقاءات التي تحدث عنها الإعلام مؤخرًا بين وفود سورية وإسرائيلية، مشيرًا إلى أنها ليست الأولى. وذكّر بمشاركة النظام السابق في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وانضمام وفده إلى الاجتماعات الثنائية المباشرة مع إسرائيل بعد انتهاء المؤتمر، بالإضافة إلى الوفد الأردني الفلسطيني المشترك ولبنان.

واعتبر الساعد أن مشكلة اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية تكمن في أن معظم الموقعين عليها يزايدون على من لم يوقع، ولا يريدون انضمام غيرهم إلى أي اتفاقيات سلام، مدعين أن تجربتهم فاشلة، بينما لم يلغِ أي منهم تلك الاتفاقيات، ويدفعون الآخرين لرفض السلام.

وأكدت صحيفة "عكاظ" عبر مقال الساعد أن العلاقة التفاوضية بين دمشق وتل أبيب هي علاقة "ند لند" وليست علاقة أفراد يغيرون انتماءهم عمالة لإسرائيل. وأضاف الكاتب أن السوريين يؤسسون لمرحلة اختيار المصالح العظمى، وكأنهم يقولون: "سوريا أولاً، ومصالحها الوطنية اليوم أهم من الجميع"، وهو مبدأ لم يجرؤ أحد على الإفصاح عنه سابقًا.

وأردف أن سوريا اليوم تكاد تلغي بتصرفاتها السياسية الواقعية هامش المزايدة الذي كان منتشرًا في العالم العربي منذ ولادة القضية الفلسطينية عام 1948 حتى السابع من تشرين الأول. وختم الساعد مقالته بالقول إن دمشق في موقف استراتيجي صلب، وترى أنها ليست استثناءً من طريق السلام الذي بدأ العام 1978 ولم يتخلَّ عنه أحد ممن سلكه حتى الآن.

مشاركة المقال: