في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في القرى المهجرة بريف منبج منذ ما يزيد على تسعة أشهر، أطلق فريق بصمة عطاء التطوعي، المكون من نخبة من شباب المنطقة المثقفين، مبادرة إنسانية بجهود وإمكانات ذاتية. تهدف المبادرة إلى التخفيف من معاناة الأهالي وتعويض النقص الناتج عن غياب الدعم الدولي.
أوضح محسن جاسم، وهو إداري في الفريق، في تصريح لـ"سوريا 24"، أن الدافع وراء المبادرة هو معاناة الأهالي في هذه القرى، والتجاهل التام من قبل المنظمات الدولية والجهات الإنسانية، بحجة قرب المنطقة من خطوط الجبهة. وأضاف: "من هنا، قررنا تحمل المسؤولية وتقديم العون لأهلنا، وهذا واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون مجرد مبادرة تطوعية."
وبيّن جاسم أن الخطوة الأولى في المبادرة تمثلت في إنشاء خيمة طبية متنقلة بإمكانات متواضعة وتمويل ذاتي من أعضاء الفريق، وذلك لتقديم الخدمات الصحية العاجلة للأهالي. وأكد أن المشروع سيشهد تطوراً في المستقبل ليشمل جوانب خدمية واجتماعية أوسع.
من جهته، عبّر أبو وسام، أحد سكان القرى المهجرة، عن امتنانه لهذه المبادرة قائلاً: "هذه مبادرة مباركة جاءت من أبناء المنطقة أنفسهم، وليست من جهة خارجية. نحن نعيش منذ تسعة أشهر ظروف نزوح قاسية دون أي اهتمام من أحد، واليوم جاء هؤلاء الشباب ومعهم الأطباء لفحص أطفالنا الذين يعانون من أمراض جسدية ونفسية نتيجة الظروف الصعبة. نشكرهم جزيل الشكر على هذا الجهد."
ويؤكد القائمون على المبادرة أن هدفهم الرئيسي هو التخفيف من معاناة الأهالي وسد الفجوة الكبيرة الناتجة عن غياب الدعم الخارجي، مع وجود طموح لتوسيع نطاق المشروع في المستقبل ليشمل مختلف القرى المهجرة في المنطقة.