الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 09:21 PM

منبج: خسائر فادحة تهدد مربي المواشي وتفاقم أزمة الثروة الحيوانية

منبج: خسائر فادحة تهدد مربي المواشي وتفاقم أزمة الثروة الحيوانية

يواجه مربو الأغنام والتجار في ريف مدينة منبج ظروفاً معيشية صعبة هذا العام، وذلك نتيجة لتضافر عدة عوامل، من بينها الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، بالإضافة إلى الركود الذي يشهده سوق المواشي وصعوبة تصديرها إلى مناطق أخرى. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى خسائر كبيرة تكبدها المربون والتجار على حد سواء.

مربون على حافة الخسارة

يقول خليفة الحسين، وهو أحد مربي الأغنام في قرية أم عدسة جنوب منبج: "تربية الأغنام هذا العام كانت مليئة بالخسائر، بدءاً من غلاء الأعلاف ووصولاً إلى الجفاف وغياب التصدير. كنا نبيع الخروف في العام الماضي بسعر يتراوح بين 300 و400 دولار، أما اليوم فبالكاد يصل سعره إلى 150 أو 175 دولار. حتى إنتاج الحليب واللحوم تراجع بشكل ملحوظ، بينما بقيت أسعار العلف مرتفعة، فالشعير مثلاً وصل إلى 3500 ليرة للكيلو."

ويضيف الحسين: "أسعار الأدوية ارتفعت أيضاً بشكل كبير، ولا يوجد أي دعم من الجهات المسؤولة. وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فإن العديد من المربين سيتوقفون عن تربية المواشي، الأمر الذي يهدد الثروة الحيوانية بشكل خطير."

تراجع في حركة السوق

من جانبه، يوضح أحمد الحسين، وهو أحد تجار المواشي في مدينة منبج: "في السابق، كنا نشتري ونبيع مئات الرؤوس شهرياً، أما الآن فبالكاد نشتري 20 أو 30 رأساً. والسبب الرئيسي هو إغلاق طرق التصدير نحو الجزيرة ومناطق أخرى، مما أدى إلى ركود كبير في السوق."

ويتابع الحسين: "ضعف الطلب في السوق انعكس أيضاً على الدلالين الذين يتعرضون لخسائر متكررة. البعض اشترى مواشي من مناطق شرق الفرات أو من مناطق النظام، ولكن مع تقلبات الأسعار وعدم وجود سيولة كافية، حصلت عمليات نصب وخسائر كبيرة، الأمر الذي جعل السوق في حالة شلل شبه كامل."

مستقبل غامض للثروة الحيوانية

الأزمة الحالية لا تهدد فقط المربين والتجار، بل تطال أيضاً الأمن الغذائي المحلي، حيث يعتمد الكثير من الأهالي على منتجات الألبان واللحوم كمصدر غذاء أساسي. ومع عزوف المربين عن الاستمرار في هذه المهنة، يخشى الأهالي من تراجع المعروض وارتفاع أسعار المنتجات الحيوانية بشكل أكبر في المستقبل.

ويطالب المربون بضرورة تدخل الجهات المسؤولة والمنظمات الداعمة لتقديم حلول عاجلة، من بينها دعم الأعلاف والأدوية البيطرية وتأمين طرق لتصريف الإنتاج، مؤكدين أن استمرار الأزمة بهذا الشكل قد يؤدي إلى خسارة مورد اقتصادي وحيوي لطالما شكل ركيزة أساسية للريف في منبج ومحيطها.

مشاركة المقال: