الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 11:44 PM

كارثة في دارفور: انهيار أرضي يودي بحياة ألف شخص في قرية ترسين

كارثة في دارفور: انهيار أرضي يودي بحياة ألف شخص في قرية ترسين

أودى انهيار أرضي بحياة ما يقرب من ألف شخص في قرية ترسين بمنطقة جبل مرة بولاية وسط دارفور غربي السودان. وأفاد بيان صادر عن "حركة تحرير السودان"، المسيطرة على المنطقة، بأن الانهيار الأرضي ضرب قرية ترسين في 31 أغسطس الماضي، بعد أسبوع من الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى وفاة جميع سكانها.

وذكر بيان الحركة، الصادر اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر، أن قرية ترسين، المعروفة بإنتاج الحمضيات، "سُوّيت بالأرض بالكامل". وطالبت الحركة الأمم المتحدة بالتدخل والمساعدة في استخراج الجثث، مقدرة عدد الضحايا بأكثر من ألف شخص من رجال ونساء وأطفال.

ووصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الحادثة بـ"المأساة الإنسانية"، وناشد المنظمات الدولية التدخل العاجل. وشهدت المنطقة الممتدة على طول جبل مرة، أحد أكبر الجبال في السودان، انهيارات متكررة في السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الحادثة هي الأكبر من حيث عدد الضحايا.

ونعت "المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين- السودان" ضحايا الانهيار، وأكدت في بيان متابعتها للمأساة التي شهدتها قرية ترسين، غرب منطقة سوني بدائرة أمو، نتيجة الأمطار الغزيرة في جبل مرة. وناشدت "المنسقية" المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية بالتحرك الفوري لمساعدة أهالي "المنطقة المنكوبة".

وتقع مناطق واسعة في جبل مرة بإقليم دارفور تحت سيطرة الحركة المسلحة منذ عقود، وتفتقر إلى البنية التحتية من طرق معبدة وكهرباء وشبكة اتصالات. ومنذ بدء الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، سيطرت الأخيرة على معظم إقليم دارفور، بينما ظلت مناطق جبل مرة تحت سيطرة "حركة تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور.

ويفر السكان من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في ولاية شمال دارفور إلى جبل مرة، بحثًا عن مأوى في المنطقة التي تفتقر إلى المقومات الأساسية. وتحيط بالمنطقة منحدرات شديدة ووديان ضيقة، وتتألف المنطقة المتضررة من طبقة ترابية شديدة الانزلاق، وقد شهدت حوادث مماثلة أقل تدميرًا في الماضي.

وتعد هذه الحادثة جزءًا من سلسلة كوارث طبيعية متزايدة يشهدها السودان منذ بداية العام، حيث تسببت الفيضانات والسيول في خسائر بشرية ومادية في عدة ولايات، وسط عجز في الاستجابة الفعالة نتيجة استمرار النزاع منذ أبريل 2023.

ما الانزلاق الأرضي؟

تعد الانزلاقات الأرضية أكثر انتشارًا من أي حدث جيولوجي آخر، ويمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ويشير الخبراء إلى أنها أصبحت أكثر تواترًا وشدة بسبب تغير المناخ، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه. وحدثت خلال العامين الماضيين انزلاقات أرضية في إندونيسيا ونيبال وبابوا غينيا الجديدة ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص وفقدان آخرين.

الانهيار الأرضي هو حركة هبوطية تحدث للصخور أو التربة أو الحطام على المنحدرات، ويمكن أن تحدث هذه العملية فجأة أو تدريجيًا على مدى فترة طويلة من الزمن. وتحدث عندما تكون القوى التي تؤثر على المنحدر (الجاذبية بشكل أساسي) أقوى من المواد التي تثبت مكوناته، وفقًا لموقع هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.

ما الأسباب الرئيسة للانزلاقات؟

معظم الانهيارات الأرضية لها محفزات متعددة، ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، يمكن أن تبدأ الانهيارات الأرضية في المنحدرات التي تكون بالفعل على وشك الحركة بسبب هطول الأمطار، وذوبان الثلوج، والتغيرات في مستوى المياه، والتغيرات في المياه الجوفية، والزلازل، والنشاط البركاني، والاضطرابات الناجمة عن الأنشطة البشرية، أو أي مزيج من هذه العوامل.

هناك أيضًا انهيارات أرضية تحت الماء، وتُعرف باسم الانهيارات الأرضية في قاع البحار، ويمكن أن تحدث بسبب الزلازل والعواصف، وتؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث موجات المد العاتية (تسونامي) التي تلحق الضرر بالمناطق الساحلية.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن المناطق الأكثر عُرضًة لحدوث الانهيارات الأرضية تشمل:

  • سفوح التلال شديدة الانحدار وقيعان الوديان.
  • الأراضي التي احترقت بسبب حرائق الغابات.
  • المناطق التي تغيّرت طبيعتها بسبب الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات أو البناء.
  • القنوات على طول مجاري الجداول الصغيرة أو الأنهار.
  • مجاري المياه السطحية أو الأماكن ذات التشبع الشديد بالمياه الجوفية.
مشاركة المقال: