ردّ محافظ حلب “عزام الغريب” على الانتقادات التي وجهت إلى اتفاقية بقيمة 10 ملايين دولار مع "المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين"، والاتهامات المتعلقة بكونها عقداً وهمياً.
وذكر “الغريب” أنه تلقى استفسارات حول مصداقية المنظمة بعد توقيع الاتفاقية، مؤكداً أن دور المحافظة هو نقل احتياجات “حلب” إلى جميع الجهات الداعمة، وهو ما تم مع المنظمة عبر القنوات الرسمية من خلال الوزارات في “دمشق”.
وأوضح “الغريب” أن المنظمة بدأت عملها في “إدلب” ثم انتقلت إلى “حلب”، وأنه لم يصل إلى المحافظة أي إشعار بانسحاب المنظمة أو مخالفة الاتفاق، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية ومن المتوقع بدء التنفيذ خلال أسبوعين تحت إشراف مباشر من المحافظة.
وطالب المحافظ الأهالي بالصبر، مؤكداً أنه في حال حدوث أي تقصير ستتم متابعة الأمر بالإجراءات الرسمية، ومشيداً بالجهود المبذولة لخدمة “حلب” وأهلها.
يذكر أن “محافظة حلب” أعلنت في آب الماضي عن توقيع اتفاقية مع “المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين” ممثلة بـ”مروان محمد كنجو” لتنفيذ مشروع تأهيل وتعبيد الطرق العامة والمداخل الرئيسية لمدينة حلب بتكلفة تقديرية تبلغ 10 ملايين دولار.
وأشارت المحافظة إلى أن المشروع يتم بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية ومجلس مدينة حلب بهدف تحسين البنية التحتية وتسهيل حركة النقل.
لكن تحقيقاً أجرته منصة “تأكد” أشار إلى أن المنظمة التي تدعي امتلاك ترخيصاً ومقراً في “الولايات المتحدة” كمنظمة غير ربحية، لا يظهر لها أي أثر في قاعدة بيانات مصلحة الضرائب الأمريكية، كما أنها غير مدرجة في سجلات الاتحاد الأوروبي، فيما أظهر التحقق من السجلات البريطانية وجود الكيان المسجل في 2023 بعنوان ثابت في “أربيل” لكنه أغلق بعد أقل من عام.
وشكك التحقيق بموثوقية موقع المنظمة وأرقام هواتفها وعناوينها، وكشف أن أمينها العام المزعوم “فريدريك شولمان” أقرّ عام 2024 بالتآمر لارتكاب احتيال عبر الأسلاك ضد مؤسسة مالية، وحكم عليه بالسجن لمدة عام.
كما ذكر التحقيق أن “مروان محمد كنجو”، الذي مثّل المنظمة في توقيع الاتفاق، معروف بإدارته لمنظمات محلية مرتبطة بالنظام السابق، وقد نال قلادة الصداقة الروسية السورية عام 2018.
وخلص التحقيق إلى أن هذه المعطيات تفتح الباب أمام فرضية أن المذكرة ليست سوى اتفاق صوري مع كيان ورقي يقدّم نفسه بصفة دولية لإضفاء الشرعية على مشاريع يروّج لها على أنها “تعاون دولي”.
من جهته، تجنب “عزام الغريب” الرد على تفاصيل التحقيق مثل التحقق من موثوقية المنظمة أو الكشف عن تاريخ “كنجو”، واكتفى بوعود متابعة المشروع لمنع أي تقصير في التنفيذ.