الجمعة, 5 سبتمبر 2025 09:37 PM

معهد دراما رود يحتفل بتخريج طلابه بعرض مسرحي مميز "الحياة المديدة للملك أوزوالد"

معهد دراما رود يحتفل بتخريج طلابه بعرض مسرحي مميز "الحياة المديدة للملك أوزوالد"

في أمسية فنية بهيجة، احتفل معهد دراما رود بتخريج الدفعة الرابعة من طلابه، وذلك من خلال تقديم عرض مسرحي بعنوان "الحياة المديدة للملك أوزوالد" للكاتب فيلمير لوكيتش، بإعداد وإشراف كفاح الخوص، ودراماتورج بيترا جومار، وبمساعدة الأساتذة يزن كيالي، أيهم أبو الشامات، ورماح أبو عرب. أقيم العرض على خشبة مسرح نقابة العمال، بحضور نخبة من الفنانين والإعلاميين، وعلى رأسهم الفنانة القديرة وفاء موصللي والمخرج كفاح الخوص، بالإضافة إلى عدد من خريجي المعهد الذين بدأوا بالفعل مسيرتهم في عالم الدراما والمسرح.

منهج عملي

أكد المخرج كفاح الخوص في حديث لـ"الحرية" أن رؤية المعهد تهدف إلى تنشئة جيل جديد من الفنانين المحترفين، القادرين على التعبير عن ذواتهم وهويتهم الفنية بعيداً عن الأساليب التقليدية. وأضاف أن المعهد يسعى إلى "تطوير المواهب من خلال منهج عملي يجمع بين التدريب المكثف والمشاركة الفعالة في المشاريع الدرامية والمسرحية". وأوضح الخوص أن "المنهج الذي يتبعه المعهد يركز على التجريب وبناء شخصية الفنان من الداخل، وليس فقط على الأداء الخارجي".

وأشار إلى أن المعهد استضاف نخبة من الفنانين والأساتذة، من بينهم وفاء موصللي، فايز قزق، أمل عرفة، ومؤمن الملا، الذين شاركوا في تدريب الطلاب من خلال ورش عمل متخصصة. كما كشف عن وجود تعاون مستمر بين المعهد وعدد من شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية، مما يتيح للطلاب فرصاً حقيقية للظهور والمشاركة في أعمال احترافية قبل التخرج.

مواهب واعدة

تميزت الدفعة الرابعة بتنوع مشاريع التخرج التي عكست نضجاً فنياً ملحوظاً، حيث شارك الطلاب في عروض مسرحية مفتوحة للجمهور، وتم تقييم أعمالهم من قبل لجنة فنية ضمت أسماء بارزة في الوسط الفني. بلغ عدد الخريجين في هذه الدفعة 18 طالباً وطالبة، موزعين بين تخصصي التمثيل والسيناريو. والجدير بالذكر أن عدداً من الطلاب شاركوا في أعمال درامية قبل التخرج، مثل مسلسل "عزك يا شام" و"أغمض عينيك تراني"، مما يعكس نجاح المعهد في ربط التعليم بسوق العمل.

لقاء مع الفنانة وفاء موصللي – دعم لا محدود للفن الجديد

وصفت الفنانة وفاء موصللي تجربتها في المعهد بأنها "غنية ومؤثرة"، مشيرة إلى أن "دراما رود يملك روحاً مختلفة، ويمنح الطلاب مساحة حقيقية للتعبير عن أنفسهم". وأضافت أنها تشارك في التدريب والإشراف، وتحرص على دعم المواهب الشابة بكل ما تملك من خبرة. وعن أداء الدفعة الرابعة، قالت: "رأيت مواهب تستحق أن تُحتضن وتُسلّط عليها الأضواء، وهناك طلاب لديهم حس فني عالٍ وقدرة على الابتكار". واعتبرت أن أبرز التحديات التي تواجه الطلاب اليوم هي "قلة الفرص وضغط السوق"، لكن المعهد يساعدهم على تجاوز ذلك من خلال التدريب العملي والتوجيه المستمر. وفي ختام اللقاء، وجهت نصيحة لكل طالب: "كن صادقاً مع نفسك، ولا تخف من التجريب، فالفن الحقيقي يولد من الجرأة والصدق والتواضع ليس ضعفاً، بل هو وعي عميق بالنفس، كما قال أرسطو: ‘الفضيلة وسط بين الإفراط والتفريط’، وأنا أرى أن الفنان الحقيقي هو من يظل متواضعاً مهما ارتفع صوته على المسرح."

الفن كرحلة اكتشاف

محمد زحيمان، أحد خريجي الدفعة الرابعة، عبّر عن امتنانه للمعهد قائلاً: "غيّر المعهد نظرتي للفن، وجعلني أؤمن أن التمثيل ليس مجرد أداء، بل هو حالة إنسانية كاملة". وأضاف بأن أكثر لحظة مؤثرة عاشها كانت أثناء تقديم مشروع التخرج أمام الجمهور، حيث شعر بأنه "ولد من جديد على خشبة المسرح". وكشف أنه يعمل حالياً على مشروع فني مستقل، ويحلم بالعمل مع المخرج الليث حجو، الذي يعتبره "نموذجاً للإبداع والجرأة في الطرح".

حفل التخريج لم يكن مجرد مناسبة أكاديمية، بل كان احتفالاً بالفن وبالطموح، وبجيل جديد يحمل راية الإبداع السوري في زمن يحتاج فيه المسرح والدراما إلى أصوات جديدة، جريئة، ومخلصة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: