وصلت الدفعة الأولى من الآليات التشغيلية الحديثة إلى مرفأ اللاذقية، وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة بين الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية وشركة “CMA CGM” الفرنسية. وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ عام 2009، وهي جزء من خطة شاملة لتحديث المرفأ وتزويده بأحدث التقنيات.
أوضح مدير العلاقات العامة في المرفأ، علي عدرة، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الخميس 4 أيلول، أن الشحنة تضمنت ست حاويات مسطحة تحتوي على ثلاثة مكونات رئيسة لرافعات من نوع “ريتش ستاكر” عالية التقنية، من إنتاج شركة “كونكرينز” الفنلندية المتخصصة في معدات الموانئ. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت الشحنة ثلاث حاويات أخرى تضم قطع الغيار والتجهيزات اللازمة لتشغيل هذه الرافعات وصيانتها، وضمان استمرارية عملها.
أكد عدرة أن وصول هذه المعدات يمثل المرحلة العملية الأولى من خطة تطوير الميناء وتزويده بأحدث الوسائل التقنية، مما سيعزز كفاءة العمليات التشغيلية، ويرفع القدرة التنافسية للمرفأ، ويضعه على خريطة الموانئ الرئيسة في منطقة الشرق الأوسط.
وفقًا لما نشرته محافظة اللاذقية عبر معرفاتها الرسمية، فإن هذه الخطوة تمثل الانطلاقة الفعلية لمشروع التحديث الشامل في مرفأ اللاذقية. وستساهم المعدات الجديدة في تسريع عمليات التحميل والتفريغ، وزيادة القدرة الاستيعابية للمرفأ في التعامل مع حجم أكبر من الشحنات، مما يعزز دوره كمركز لوجستي متطور يقدم خدمات نوعية للتجارة البحرية.
بنود الاتفاقية مع الشركة الفرنسية
وقعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية اتفاقية مع شركة “CMA CGM” الفرنسية، في 1 أيار الماضي، بحضور الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع. وقال مدير مرفأ “اللاذقية”، أحمد علي مصطفى، لعنب بلدي حينها، إنه تم إيقاف العقد السابق بين الشركة الفرنسية والنظام السابق الذي حصل على تجديد في تشرين الثاني 2024، لإدارة محطة حاويات اللاذقية، وبدأت الحكومة السورية منذ تسلم مهامها ترتيب عقد جديد بتفاصيل جديدة.
أبرز ما تشمله الاتفاقية الجديدة، وفق تصريح مدير المرفأ، أن مدة العقد حددت بـ30 سنة، ستستثمر خلالها 230 مليون يورو، في السنة الأولى ستضخ الشركة منها 30 مليون يورو. وفي السنوات الأربع التالية سيبنى رصيف جديد في مرفأ اللاذقية بمواصفات قياسية عالمية، بطول 1.5 كيلومتر وبعمق 17 مترًا، بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون يورو. سيسمح بناء هذا الرصيف بدخول سفن شحن كبيرة وبأعداد كبيرة لا تدخل حاليًا إلى مرفأ اللاذقية، كما سيوفر بناؤه وجود بنية تحتية وفوقية لتشغيله. بعد السنة الخامسة، ستبدأ ثمرة هذا الاستثمار ويبدأ ضخ الأموال عبره خلال الـ25 سنة المقبلة.
وفي 5 شباط الماضي، أعلنت “الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية” إبرام عقد مع الشركة الفرنسية “CMA CGM” المشغلة لمحطة الحاويات في مرفأ اللاذقية، وتمت تصفية الذمم السابقة بين الجانب السوري والشركة الفرنسية، وإبرام عقد جديد وفق شروط وآليات جديدة.
“CMA CGM” شركة فرنسية لنقل الحاويات والشحن، وهي مجموعة شحن رائدة على مستوى العالم، تستخدم 200 طريق شحن بين 420 منفذًا في 150 دولة مختلفة.
سوريا توقع عقدًا مع شركة فرنسية لاستثمار “مرفأ اللاذقية”